هناك قضايا في الدين والحياة والمجتمع تعرض إليها الحديث النبوي بعمق وأصالة ووضوح، فقد عالج كل القضايا المتصلة بالدين من عالم الغيب والعقائد والقضايا المتصلة بالأحكام من عبادات ومعاملات، والمتصلة بالأخلاق والترغيب والترهيب، فكان في الحديث معالم عامة تنطوي تحتها الصور المتجددة من القضايا اليومية. وتبدو أهمية هذه الأحاديث بالنسبة للمسلم من أن الحديث في مآله وحي، أما ابتداء بأن يكون الله سبحانه أوصى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم معناه، وأما انتهاءً بأن يكون في أول أمره اجتهاداً. لذا فإنه وعند الحديث عن قضايا الحياة والدين والمجتمع من خلال تأملات في جوامع كلمة صلى الله عليه وسلم، هناك إحساس بالوقوف على أرض من الصخر، وأن الحقائق التي تقررها الأحاديث حقائق نهائية لا شك فيها. من هذا المنطلق جاءت الدراسة في هذا الكتاب وفيها تم تناول قضايا في الدين والحياة والمجتمع تعرض إليها الحديث النبوي بعمق وأصالة ووضوح. وكانت الدراسة موصولة بالواقع المعاش. وكان لتحليل الأسلوب البليغ والصورة المعبرة تصيب في هذه الدراسة، وكانت للمؤلف أيضاً فيها جولات لغوية في المفردات والتراكيب، وجولات فنية تكشف عن نواحي الحبال في هذا النص الجميل.