-
/ عربي / USD
عرف العرب المسلمون بلاد القفقاس منذ عهد الخلفاء الراشدين، وقد أطلقوا على جبالها اسم (القبق) كما كانت تعرف بإسم القبج، والقبجق، والقفجاق، وبلاد القفقاس تنحصر بين نهري ترك وكوبان شمالاً ونهري كورا وريفون جنوباً، أي تشمْل فقط جبال القوفاز وسفوحها الشمالية والجنوبية، وإن أصبح هذا الإسم يطلق اليوم على مناطق أوسع بكثير شمالاً وجنوباً.
وجرّ موطن هذه الشعوب عليها صعاباً كثيرة، فطمعت فيها كل الدول المجاورة التي تريد السيطرة، وحاولت إحتلالها كل الحكومات العسكرية الناشئة؛ لذا هاجروا إلى بلاد العرب بدينهم بعد أن احتلت بلادهم حكومة روسيا القيصرية وسامتهم سوء العذاب، وقد اعتمدوا في هجرتهم إلى بلاد العرب مفضلين بلاد العرب على غيرها بسبب العقيدة التي تجمعهم مع العرب على مستوىً واحدٍ.
رحل هؤلاء المهاجرون إلى البلاد يحملون بين جوانحهم كل فكرةٍ حسنةٍ ويظنّون أن إستقبالهم سيكون إستقبال المهاجرين لله تعالى، وإن الإسلام هو الذي تُطبّق أحكامه على أرضنا فخاب ظنهم، ولم تنقض مدة حتى بدأت نفوسهم تشتاق إلى مواطنهم الأولى وربوعهم الأصلية وبالنهاية بدأت نتتشر بينهم أفكار الإلحاد التي يدين بها حُكّام أرضهم الذين أخرجوهم وأذلّوهم وأصبحت الدعاية واسعةً لمن يعيش هناك على المبدأ المفروض بالقوة، والمعمول به بالإكراه، الدعاية عن طريق كلّ قادم للرياضة، للفن، للتمثيل السياسي بل لا يُرسل إلاّ من يصلح أن يكون كذلك، الدعاية بالصور الجميلة، بالمؤسسات، بالتطوّر ولو كان كل هذا للمستعمرين ولمصلحتهم فقط.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد