شارك هذا الكتاب
الثقافة التاريخية
الكاتب: محمود شاكر
(0.00)
الوصف
استهوى التاريخ الإسلامي أناساً كثيرين لتدوينه، حيث أحب كل واحد أن يكتب حسب هواه، يسجّل وجهة نظره، ويدوّن الأحداث حسبما يرى، يطعن بمن لا يحب، ويضع عليه اللوم، ويسكت عن حسن أفعاله، ويحمّله مسؤولية ما يحدث من خلاف في الإجتهادات، ومن نزاع في الأحداث، ويثني على من يحب، ويجنبه كل...

استهوى التاريخ الإسلامي أناساً كثيرين لتدوينه، حيث أحب كل واحد أن يكتب حسب هواه، يسجّل وجهة نظره، ويدوّن الأحداث حسبما يرى، يطعن بمن لا يحب، ويضع عليه اللوم، ويسكت عن حسن أفعاله، ويحمّله مسؤولية ما يحدث من خلاف في الإجتهادات، ومن نزاع في الأحداث، ويثني على من يحب، ويجنبه كل ما يُكْبره، وينسب إليه ما يُحمد، ويبعد عنه أي مسؤولية مما يقع من تباين في وجهات النظر، ومن صداع، ووقائع لينال ثأره أو يحقق حلمه - حسب زعمه - وأما إذا كان الكاتب ممن لا يدين بالإسلام، فإنه يبالغ في الأحداث التي وقعت في المجتمع الإسلامي، ويصوّر ما يجري بمنتهى الوحشية، وبالغ الفساد حتى ينفّر الناس من الإسلام، ويُفجِع أبناؤه بما يقرؤون. وإذا ما كان بعض الكتاب يخالفون عهداً، أو يحملون على خليفةٍ، فإنهم يغفلون الإيجابيات لذلك العهد أو لذلك الخليفة، ويبالغون في السلبيات لدرجة كبيرة حتى تكون الصورة سيئة، ولم تكن الإساءة تلك لخلفاء ذلك العهد فحسب؛ بل يُقصد منها الإساءة إلى الإسلام؛ إذ أن الحاكم لم يكن يمثل نفسه بل يمثل الإسلام الذي يحكم به، ويمثل المسلمين الذين يحكمهم والذين اختاروا حليفته بصفته من الصفوة في المجتمع الذي يعيش فيه، وهذا هو القصد من توجيه السهام للخلفاء، والإفتراءات عليهم، والحديث عنهم بما يُكره، وغالباً ما يكون هؤلاء الكتّاب الذين يظهرون الإسلام، ويبطنون غيره؛ وخاصة من كان منهم من المجوس في ذلك العهد أولئك الذين حقدوا على الإسلام ورجاله الذين أزالوا دولة المجوس الفارسية، وقضوا على تلك الديانة، لذا أظهر بعضهم الإسلام ليعملوا من الداخل هدفاً، وليخفوا إساءتهم، وأبطنوا الكفر عصية وحقداً، وإن كانوا قلة في ذلك الزمن، إلا أن لهم دورهم الخطير، وعن هؤلاء المتسترين أخذ الأعداء المكشوفون من يهود ونصارى وغيرهم، وأشاعوا ما أخذوا ليخدموا أغراضهم، ويحققوا أهدافهم، ويرووا غليلهم الصليبي، ويشفوا نفوسهم مما أحرزه المسلمون من إنتصارات عليهم. وليس معنى هذا أنه لم يدوّن التاريخ رجال مخلصون صادقون في عملهم، بلى، غير أنهم كانوا قلّة إضافة إلى أن النفوس المريضة تأخذ بالإساءة وتدع جانب الخير، كما أن كثرة الكتب، ووفرة المدوّنات وما حوته من زورٍ وكذبٍ في النثر والنظم الذي صاغه أولئك المغرضون، وكله يدعم ويؤيد ما ضمّنه كتب التاريخ من افتراءات وأباطيل، هذا وفي المرحلة التي طغى فيها الأوربيون ثم الأمريكان على الأمصار الإسلامية عسكرياً وفكرياً، ووضعوا لأهلها المناهج الدراسية، وألحقوهم بهم علمياً وإجتماعياً. أخذوا بنبش ما دوّن الأعداء، والحاقدون، والمرجفون، وضمنوا المناهج إضافة إلى ما سجّلوه من التاريخ النصراني والمادي بصورة مشرفة مخالفين العلم، والحقيقة والواقع، ومع هذا الأسلوب التعليمي كانت وسائل الإعلام تردد ذلك حتى غدا بعض المسلمين تبعاً لثقافة أوروبا وأميركا. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي أراد المؤلف العودة إلى الحق، ووضع صورة مختصرة عن العوامل والأسباب التي جعلت المسلمين يصلون إلى ما وصلوا إليه، لأنه وعند معرفة السبب الذي كان وراء تقهقر المسلمين، سهلتا عودتهم. وقد تضمن الكتاب أربعة أبواب، فجاء الأول منها حول التاريخ بما يشمل الحديث عن عصر قوة المسلمين وعصر ثورة النصارى والتخطيط النصراني (القتل، الإذلال، الإفقار، الإرجاف، التفرقة، الفساد، الإغرار، الجور) . ودار الحديث في الباب الثاني حول الواقع المعاصر بما شمل الحديث عن القوتان الجديدتان: الولايات المتحدة، والأمبراطورية الروسية، ومن أساليبها الإقتصادية في السيطرة على مصادر الطاقة. كما تطرق الباحث إلى البحث في ظاهر الإستبداد من خلال وسائل الإعلام، والتنظيمات والجماعات الإسلامية. ودار محور الفصل الثالث حول إغراق العالم الإسلامي في تلك الأزمات التي يعيشها وسبيلهم إلى ذلك بما يشمل السيطرة ، 1- الإقتصاد (الزراعة، الصناعة، والتجارة) ، 2- الثقافة (الجهاد، التعليم، اللغة، المواصلات، ..) ، 3- محاربة الإسلام، وتم تخصيص الباب الرابع للحديث عن المجتمع الإسلامي بما يشمل الحديث عن العامة وإغراقها في مشاكلها اليومية، والحركات الإسلامية، وتوجيه السهام إليها، والعلماء الموجودون على الساحة والذين أصبحوا فئات ثلاثة: فئة يشغلها دائماً الكلام عن العلماء العاملين إرضاء للنفس، وأخرى يشغلها إعلاء المكانة، وثالثة منشغلة بالتقرب من المتنفذين. 

التفاصيل

 

سنة النشر: 1999
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 184
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Paperback
الحجم: 13x19

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

نافد الطبعة

المصدر:

Lebanon

تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين