إن علم العلاقات الدولية يهتم بمشكلات المجتمع الدولي، والسياسات الخارجية للدول التي هي امتداد للسياسات الداخلية، وعدد مناطق الخطر، ومواضع الضعف، ويشير بالحلول لتفادي الخطورة وتعويض الضعف. وفي الجانب الآخر ونظراً لما تمثله منطقة الخليج من أهمية إذ أنه حفل في السنوات الأخيرة مكاناً بارزاً في صدارة السياسة الدولية فإن البحث في موضوع مجلس التعاون الخليجي من منظور العلاقات الدولية يبدو من الأهمية بمكان إذ تناوله الباحث من خلال دراسته التي يركز فيها على دور التعاون الخليجي العربي في العلاقات الدولية. وقد كان للباحث سببين استدعيا منه ضرورة توسيع الاهتمام بها الإطار والتعمق في فرعه من خلال دراسة العلاقات الدولية: السبب الأول، يتعلق بالهدف في دراسة العلاقات الدولية حيث أن هذه الدراسة أصبحت أمراً لا غنى عنه للمجتمع الخليجي بل ولكل المجتمعات الأخرى المتقدمة منها والمتخلفة على حد سواء، فهي تنبه إلى جوانب ومصادر القوة والضعف في العالم، وتأثير الظواهر الدولية على مستقبل المجتمع العربي بصورة عامة ومنطقة الخليج بصورة خاصة. أما السبب الثاني: فإنه يتعلق بأهمية وحساسية الدور الذي يلعبه العالم العربي والتعاون الخليجي في شتى المجالات. وقد تناولت الدراسة التي تضمنت ثمانية فصول البحث في المحاور التالية: تزايد أهمية دول مجلس التعاون كأطراف في المجتمع الدولي، المنظمات الإقليمية وانطلاقة مجلس التعاون، العوامل التي تؤثر على العلاقات الدولية وانعكاساتها على منطقة الخليج. مجلس التعاون في مواجهة التكتلات ولعبة الاستقطاب الدولي، المنازعات الدولية ومساهمة مجلس التعاون في تحقيق السلم والأمن، قضية التسلح وتطور القدرات الدفاعية الخليجية، حركة عدم الانحياز والقضايا العربية والخليجية، مجهودات مجلس التعاون في تحقيق الأمن الاقتصادي الاجتماعي. وقد تضمن الكتاب ملاحق تناولت: النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي، النظام الداخلي للمجلس الأعلى، النظام الأساسي لهيمنة تسوية المنازعات، نص الاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول مجلس التعاون