يتضمَّن الكتاب ( حصاد لم يكتمل ) مقالات تبحث في شؤون كثيرة، وقد تمَّ تصنيفها في خمس مجموعات هي: شؤون سياسيَّة لبنانيَّة، وإقليميَّة ودوليَّة، وشؤون اقتصادية وجامعية وثقافية وحزبيَّة، إضافة إلى مقالات تمَّ وضعها تحت عنوان: حوارات وسجالات.

كُتبت هذه المقالات في أوقات متباعدة، ويبدو أنها كانت تواكب الحياة السياسيَّة والاقتصادية والتربوية والثقافية، وترى إلى شؤونها، ما يجعلها تعدُّ وثائق تؤرِّخ لهذه الشؤون، من غير منظور؛ وذلك لأنَّ كاتبها كان يعرض الآراء التي يؤيدها والتي يعارضها، ويناقشها ثمّ يبدي رأيه بموضوعية ووضوح، وخصوصاً في قراءاته لأهداف الأحزاب والقوى المختلفة وسجالاته معها وردوده عليها.

في هذه المقالات، يبدو واضحاً أنَّ أسس فكر محسن الأمين السِّياسي وطنيَّة شاملة، فهو يرى أنَّ الولاء ينبغي أن يكون للوطن لا للطائفة، وأنَّ الديمقراطيَّة الوطنيَّة الحقيقية، لا الشكلية، هي الحل، فهي الصيغة التوحيدية، المفروض أن تتمثَّل في قانون للأحزاب وطني، يُفصل عن قانون الجمعيات، ما يؤسِّس لوطن موحَّد بديل من الكيان التوافقي، فهذا الوطن المعتمد على توازنات الطوائف، المرتبطة بتوازنات الخارج، يحيا في أزمات متتالية، ففي كلِّ آونة يهتزُّ فيها هذا التوازن الداخلي – الخارجي تحدث الأزمة، فيتشكَّل مسار هذا الوطن من حروب وصراعات وهدنات متتالية، يجمع المتوافقين، إبَّانها، توزيع الحصص.

ولا يمكن الخروج من هذا الواقع إلاَّ بالوفاق الوطني المرتكز على رؤية مستقبلية تعالج مشكلات الوطن الحقيقية، وتجيب عن السؤال المركزي: أيُّ لبنان نريد؟