كان الصيادون الذين جلست بينهم يوم الأحد، الثالث عشر من نيسان سنة خمس وسبعين وتسع مائة وألف، يصلحون شباكهم في المقهى، قبالة بحر هادئ وليِّن. خلت أن المشهد الذي كنت في وسطه إنجيلي الظلالد والوحي: الشباك، والصيادون، والبحر كأنه بحيرة، وسقف المقهى تميل أوراق أغصانه الجافة مع...
كان الصيادون الذين جلست بينهم يوم الأحد، الثالث عشر من نيسان سنة خمس وسبعين وتسع مائة وألف، يصلحون شباكهم في المقهى، قبالة بحر هادئ وليِّن. خلت أن المشهد الذي كنت في وسطه إنجيلي الظلالد والوحي: الشباك، والصيادون، والبحر كأنه بحيرة، وسقف المقهى تميل أوراق أغصانه الجافة مع ريح طرية، والكلام الذي يقوله الرجال الحفاة لا يختلف ببساطة ووضوحه واختصاره عن البحر والهواء والشمس. كانوا يتكلمون وهم يصلون من خيطان الشباك ما انقطع وتخرم. وكنت أنا أصلح شباكي الداخلية وزمني المتقطع في ضوء كلامهم، وضوء نهار صيدا الذي تشدني إليه معرفة قديمة.