ماذا تبقى من الماضي المديني وعاداته وتقاليده؟ وما هي حال حداثتنا المدنية والعمرانية ؟لو قيض لأبن خلدون أن يعود الى القاهرة التي أقام فيها، فلن يتعرف عليها ، ولن يلمح تلك العظمة التي جعلها أكبر مدن العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر. ولن تكون دهشة محمد كرد علي أقل لو تجول...
ماذا تبقى من الماضي المديني وعاداته وتقاليده؟ وما هي حال حداثتنا المدنية والعمرانية ؟
لو قيض لأبن خلدون أن يعود الى القاهرة التي أقام فيها، فلن يتعرف عليها ، ولن يلمح تلك العظمة التي جعلها أكبر مدن العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر. ولن تكون دهشة محمد كرد علي أقل لو تجول اليوم في شوارع دمشق التي كتب خططها في أوائل القرن العشرين. وكذلك حال علي الوردي مع بغذاد بعدما كتب صفحات من تاريخ العراق الإجتماعي.
المدن القديمة توارت وتغيرت معالمها وتلاشت ، وتزايد عدد سكانها اضعاف مضاعفة بفعل الحداثة. وأدى التحديث الى قيام مدينة جديدة الى جوار القديمة التي هجرها سكانها ، وهُجر الوسط التجاري الحديث ، ونشأت على أطرافها الضواحي الكبيرة المزدحمة التي لا أثر فيها للتراث العمراني وتغير عن أزمات الحداثة.
هذا ما يحاول الكاتب سرد بعض وجوهه ومظاهراه متسائلاً : هل ما زالت مدارس علم الاجتماع قادرة على تفسير المدينة في تحولاتها، أم أننا نحتاج إلى إعادة نظر في المفاهيم والمناهج.