حمدتُ الله كثيراً أن أمي لم تعرف الحقيقة حتى الآن، وإلا كانت ردة فعلها أسوأ من إنفعال خلَف كثيراً!...تأثرتُ نفسيّاً إلى حدّ الإنطواء على ذاتي، والإنكفاء الداخلي، ذبلتُ امامي مباهج الحياة، تعبتُ من إستمرار مقاطعة خلَف لي، لم أستطع التحمل، وبسبب بُعده عني نما الحزن في نفسي،...
حمدتُ الله كثيراً أن أمي لم تعرف الحقيقة حتى الآن، وإلا كانت ردة فعلها أسوأ من إنفعال خلَف كثيراً!...
تأثرتُ نفسيّاً إلى حدّ الإنطواء على ذاتي، والإنكفاء الداخلي، ذبلتُ امامي مباهج الحياة، تعبتُ من إستمرار مقاطعة خلَف لي، لم أستطع التحمل، وبسبب بُعده عني نما الحزن في نفسي، وتعمّق أكثر، وعبثت بي الظنون، وسادت في عقلي فوضى الجنون، لم أعرف أين الحد الفاصل بين اليقين والوهم، بين الحقيقة والخيال، بين السعادة والحزن، ولم أعد أغضب لأن أحداً ما تجاهلني، ولا لأني أحمل اسما لا يعجبني، ولا لأني أضطر إلى تحمّل تسلط المديرة ريم العبد الرحمن، ولا طلاقي، ولا تمتمات امتعاض زريفة وشتائمها التي لا تنتهي، بل ها أنا أدركت بوابة المعاناة الحقيقية، وبقيت تائهة في هذا الضباب الكثيف، وكانت رؤيتي معدومة.
الآن، أتذكر تلك المواقف والحكايات وأنا في غرفتي البيضاء الصغيرة في مستشفى الأمراض العقلية منذ ثلاثة أشهر.
عندما دخلت الممرضة مروة ناولتُها هاتفي النقال كالعادة، فتحت الشاشة، ونظرت إليّ بأسى، سحبتُ من يدها الهاتف: "أعلم، آخر ظهور له لم يتغير، ويبدو أنه لن يتغير، ما زال في غيبوبة!!".
تسألينني عن النوم يا مروة؟...