-
/ عربي / USD
بيد أن فرص إمبرياليينا المقهورين في " إدارة التوحّش " تبدو محدودة بالنظر إلى أن النظام الدولي ، وهو مكوّن من دول أساساً ، يفضّل إدارة ما ينتجه من توحّش عبر الدول ، وتجد حتى دولة مخصخصة ومنزوعة الوطنية مثل دولة الأسديين نفسها طبيعية فيه . حين كان الأميركيون يرسلون مشتبهاً بهم بأنشطة إرهابية إلى دول مثل " سورية الأسد " ، كانوا يقولون عملياً إنهم يفضلون إدارات للتوحش يعرفونها ، هي في أسوأ الأحوال " شر أصغر " ، على " الشر الأكبر " الذي هو مشروع التوحش الخاص بالسلفية الجهادية المعاصرة . " النظام " الذي يفوز اليوم في سورية هو إدارة توحش دولتية .
في كل حال ليست الإمبريالية المقهورة غريبة في عالم الإمبريالية السائلة وتداعي المركز . وجنوحها المعادي للعالم ليس غريباً عن تطور السياسة عالمياً باتجاه الجنوح والزعماء الجانحين ، على نحو تتواتر مؤشراته في روسيا وأميركا ، في أوروبا الشرقية وفي العالم العربي ، وعلى مستوى الدولة والمنظمات والجماعات السياسية الدينية .
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد