-
/ عربي / USD
بطيئاً بطيئاً تمرِّر شفتيها على عنقي نزولاً إلى صدري، ترفع رأسها، فأتمدَّد على السجادة، فيما تروح هي تروي: في بيروت تركتُ قرينتي الشاعرة، بعدما عشقتني وهجرتْ زوجها، فأخذتُ أصطحبها إلى سهراتي الماجنة.
في واحدة من تلك السهرات ذهبنا بعيداً في الكحول و(...)، حتى رأيتُنا عاريتين نرقص على أغنية أنت عمري لأم كلثوم، الساهرون والساهرات مرتمون على المقاعد في الصالون الواسع، منطفئين حتى عيونهم المحدّقة إلينا في جمود كجمود المرايا.
في صفاء لحن الأغنية وكلماتها في ذلك السكون الموشّى بما يشبه همهمات الإشراق السَّكرى بتلاوة كبار مشايخ تجويد القرآن الكريم عند الفجر، بلغتْ شاعرتي نشوتها رقصاً.
وكان فجر سهرتنا موشكاً على البزوغ، فعانقتُها، ثم تمدّدنا على الأرض، هكذا، هكذا، كما أنتِ وأنا الآن يا ماريان، لكن بلا رقص ولا مرايا ولا فجر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد