لا ريب في أن القرآن الكريم كمصدر تاريخي، إنما هو أصدق المصادر وأصحها على الإطلاق، فهو موثوق السند، ثم هو قبل ذلك وبعده، كتاب الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميم). ومن ثم فلا سبيل إلى الشك في صحة نصه بحال من الأحوال، لأنه ذو وثاقة تاريخية لا تقبل...
لا ريب في أن القرآن الكريم كمصدر تاريخي، إنما هو أصدق المصادر وأصحها على الإطلاق، فهو موثوق السند، ثم هو قبل ذلك وبعده، كتاب الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميم). ومن ثم فلا سبيل إلى الشك في صحة نصه بحال من الأحوال، لأنه ذو وثاقة تاريخية لا تقبل الجدل. ويقول "سير وليم موير"، وهو من أشد المتعصبين ضد الإسلام "إن العالم كله ليس فيه كتاب غير القرآن الكريم ظل أربعة عشر قرناً كاملاً بنص هذا مبلغ صفائه ودقته". ويعود العالم الإنكليزي مرة أخرى ليؤكد أن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد إلى يد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، وأنه قد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية في كل العصور وكل الأزمان، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع يعدّ أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا.