إن انتشار الفلسفة اليونانية في شرقي البحر الأبيض المتوسط، أي في منطقة ظهور الأديان السماوية الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام جعل من الضروري أن ت... تم المواجهة المباشرة بين الفلسفة وهذه الأديان. ومن ثم فإن التقاء الفلسفة بالدين كان لا بد من أن يتم وأن يتخذ صورة التوفيق بين...
إن انتشار الفلسفة اليونانية في شرقي البحر الأبيض المتوسط، أي في منطقة ظهور الأديان السماوية الكبرى اليهودية والمسيحية والإسلام جعل من الضروري أن ت... تم المواجهة المباشرة بين الفلسفة وهذه الأديان. ومن ثم فإن التقاء الفلسفة بالدين كان لا بد من أن يتم وأن يتخذ صورة التوفيق بين النقل والعقل، والتعايش الذي لا مفر منه بين مسلمات العقل ومسلمات الوحي والعقيدة، وبهذه الصورة ظهرت الفلسفة الإسلامية التي تعتبر محاولة للتوفيق بين الفلسفة اليونانية في صورتها المتأخرة وقضايا الإسلام الأساسية، غير أن هذه المحاولات لم تمر بسلام، فقد حدثت ردود فعل مختلفة، وبدرجات متفاوتة، فمثلاً تصدى الإمام الغزالي للفلسفة وكفّر منتحليها في مسائل معينة؛ ولكنه ارتضى منها بعض، بينما نجد أن ابن تيمية ومدرسته ومن هم على شاكلته من المتشددين في التمسك بالصورة الأولى المخلصة للإسلام عند بدء ظهوره؛ يرفضون كل دعاوى الفلسفة والمنطق.