-
/ عربي / USD
رغم أن الحوار الذي تحتويه دفتي هذا الكتاب قد انطلق أساساً من باعث لحظة مفصلية تعيشها المناطق المشرقية، وتحديداً السورية منها، لحظة تشهد صعود كل أشكال الشياطين الأصولية، بيد أنه حوار نقدي أبتغي به عزيز العظمة تقديم قراءة تاريخية عمومية في درس تجليات الأصولية وركائنها العدمية وآفاقها المستقبلية: حوار بمقدار ما يخاطب هذه اللحظة السورية من خلال تحليلها تاريخياً، بمقدار ما يمثل خطاباً نقدياً يتجاوزها إلى ما هو أعمّ، أي الأصولية مقروءة في فضائها التاريخي الواسع. والمثال السوري لهو اليوم أفصح مثال على هذا.
ولأن صعود الأصولي الإسلامي (بنسخه السنية والشيعية) يتسم بيباب يصعب القبض تماماً على مفاصله والتنبؤ بمستقبله (طالما أنه صعود اصولي أخطبوطي)، فإن، الحوار لكي يتغلب على ذلك، يحاول تحليل العمليات التاريخية، بقدر ما أمكن، لهذا الصعود. هكذا، فإنه يناقش مسائل: كيف ارتبطت العوامل المادية، سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً، فضلاً عن الشروط المحلية والتغيرات السياسية الدولية، بتحويل الصولية من شرطها "الهامشي" إلى فضاء "المركز"، الفضاء الذي تعيش الأصولية في كنفه اليوم؟ كيف يمكن لمخلوقات عدمية أصولية نبتت في جغرافية اللامكان أن تحوز على المكان كله؟ ما هي الشروط الثقافية والدينية التي يمكن الحديث عنها في ظل هذا الصعود؟ ثم، كيف يمكن الإجابة عن الإشكاليات الطائفية المرتبطة به؟ وأخيراً، وليس آخراً، ما هو دور السياسات الدولية والأقليمية (بل وحتى السياسات الثقافية، سواء الدولية أم حتى السورية منها) بالدفع قدماً بصعود الأصولية؟ كيف يمكن قراءة الأصولية في ظل شرط لحظة "الربيع"، أو كما أطلق عليها هكذا؟
مثل هذه الأسئلة، وغيرها، هي ما يحاول عزيز العظمة الإجابة عنها تاريخياً: صعود الأصولية ممثلاً بلحظته السورية والمشرقية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد