حين دخلت مكتبها كانت تنوي إنهاء روايتها، لأنها لم تعد تحتمل حضور بطلتها القوي في حياتها ولا هواجسها المعدية.سحبت ورقة بيضاء، أشعلت سيجارة، قررت أن تكتب وصيتها الآن، لن تؤجل الأمر حتى تفرغ من الرواية، لن تتضمن وصيتها أي كلام عن الميراث، ستترك الأمر لزوجها، ولكن ستدوّن أدق...
حين دخلت مكتبها كانت تنوي إنهاء روايتها، لأنها لم تعد تحتمل حضور بطلتها القوي في حياتها ولا هواجسها المعدية.
سحبت ورقة بيضاء، أشعلت سيجارة، قررت أن تكتب وصيتها الآن، لن تؤجل الأمر حتى تفرغ من الرواية، لن تتضمن وصيتها أي كلام عن الميراث، ستترك الأمر لزوجها، ولكن ستدوّن أدق التفاصيل بالشكل الذي ترغب أن يأتي عليها مأتمها. فكرت في أن توكل الأمر إلى إحدى الشركات التي تهتم بتنظيم المآتم، نوع جديد من الخدمات الذي لم تتقبله بعد، هي لا تستوعب مهنة صانعي النعوش أو سائقي سيارات دفن الموتى حتى تهضم تنظيم المآتم كمصدر للعيش الرغيد. عدلت عن الفكرة، أرعبها احتمال أن يسألها المسؤول عن التنظيم: سيدتي، متى تتوقعين موتك؟ حتى يدرجه على دفتر مواعيده!!