ليس القيد على شهوة النساء من النساء أنفسهن. فعلى قدر ما النساء داخلٌ ورحم وليل، هن اشتهاء وشخوص واشتطاط. فلا تكاد تخرج المرأة من نفسها وجسمها وأهلها حتى تجمح إلى أقاصي هذا الخارج. وهي لا تعشق معتدلة وزامّة نفسها. بل تشتط في الفسق فتنحاز إلى رغبة عدو بيتها وأهلها في قتل أهلها،...
ليس القيد على شهوة النساء من النساء أنفسهن. فعلى قدر ما النساء داخلٌ ورحم وليل، هن اشتهاء وشخوص واشتطاط. فلا تكاد تخرج المرأة من نفسها وجسمها وأهلها حتى تجمح إلى أقاصي هذا الخارج. وهي لا تعشق معتدلة وزامّة نفسها. بل تشتط في الفسق فتنحاز إلى رغبة عدو بيتها وأهلها في قتل أهلها، واولهم والدها أو زوجها. وهذا الانحياز لا ينطوي على انهيار "النفس" ودمارها وبوارها وحسب، بل يؤدي كذلك الى ارتفاع الفرق بين النفس وبين الغير. فلا يبقى ما يفرق به امرؤ من غيره، أو ما يبين به شيء من شيء، ومعنى من معنى. وهي الحال التي أرَّخت بها الروايات الخلاصية والمهدوية لعشية ظهور المهدي المنتظر من ارتفاع الحدود الشرعية، وامتلاء الدنيا ظلمًا، واشتباه الرجال بالنساء. فالشهوة التي لا تنتهي إلى غاية، حد تعصف بالفروق التي يقيمها العمران، والخَلقُ قبله إذ جرى على قسمة البشر(والحيوان أو الحياة نفسها) ذكرًا وأنثى، وقبائل وشعوبًا، وناط تعارفها بقسمتها هذه.