الحرب هي ذروة العدوانية الجماعية، هـي ظاهرة مرعبة ومخيفة وتشكل الأساس المتين للحياة الاجتماعية إما بطريقة مباشرة أو غير مبـاشرة عبر قولبتها للإقتصاد والسياسة، والإيديولوجية والفلسفة، فكل ما هو موجود إما ضد الحرب أو ناتج من نواتجها وكل شيء في النهاية هو إعداد و تحضير لها بخاصة وأن السلم ما هو إلا مساحة فـي مـا بين حربين حيث يجد البشر عبرها حلا لمشاكلهم.
إن تناول قضيتي الحرب والسلام فـي هذا الكتاب الفلسفي هو موضوع شائق وشائك في آن معا،هو شائق لأن المنشورات في فلسفة الحرب والسلام تعد قليلة ونادرة، نظرا لحساسيتها من زوايا كثيرة، سيما وأن منطقتنا التي تعتبر أكثر المناطق تعرضا للحروب، بل هـي على الأصح الأغلب منطقة حروب دائمة على مر التاريخ ومازالت، وقد تبقى أبد الدهر لدرجة أن البعض من المفكرين يذهب الـى أن الحروب أقدار لنا كتبت علينا مـع كل ما تعنيه هذه اللفظة مـن مضامين و أبعاد وهو شائك نظرا لاتساع الهوة الكبيرة فـي ما بين المشتغلين بالفكر وبالبحث من جهة، وبالمعنيين بالحروب مـن جهة أخرى.