في زمن وعصور حديثة تخضع فيها شعوبنا وشرقنا إلى قوة وسيطرة العالم الغربي لا بد لنا من إظهار عظمة وقوة تاريخنا الشرقي.الفينييقيين شعب تعود جذوره إلى شبه الجزيرة العربية وقد سكن الساحل اللبناني من عكا إلى صور وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس وعمريت وارواد وكانت كل من تلك المدن تتمتع...
في زمن وعصور حديثة تخضع فيها شعوبنا وشرقنا إلى قوة وسيطرة العالم الغربي لا بد لنا من إظهار عظمة وقوة تاريخنا الشرقي. الفينييقيين شعب تعود جذوره إلى شبه الجزيرة العربية وقد سكن الساحل اللبناني من عكا إلى صور وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس وعمريت وارواد وكانت كل من تلك المدن تتمتع بإستقلالية خاصة وعلاقات دولية خاصة فترى قوة العلاقات المصرية مع مدينة جبيل وقوة العلاقات التجارية بين صور وغربي المتوسط وأيضاً في فترة من الفترات العلاقات الصناعية بين مدينة صيدون والإمبراطورية الفارسية، وندخل في مضمون الكتاب صناعة السفن الفينيقية والمهارة في بناء الموانئ والحيز الكبير الذي أعطي للتجارة من الفينيقي وقوته ومهارته وأسلوبه العالي في فن التجارة ليدخل الفينيقي في قلب العالم الغربي ويسيطر عليه إقتصادياً وتجارياً مع بناء مستوطنات له كاملة مع مصانعها وشعبها وتجارها، ليجد نفسه اليوناني المثقل في علم وأدب أرسطو وأفلاطون وبركليس وهيرودوت ومدنها الشهيرة اثينا واسبرطة وتلك المدن اليونانية التي كانت دخلت في نظام الدولة المدينة، ذلك النظام الأهم في التاريخ وأساطير طروادة وبطولات اسبرطة ومفاهيم العيش والسكان وإجتماعيات الشعب اليوناني الأقدم في عالم الغرب، ليصحى شعب الأغريق اليوناني في منتصف الألف الأول ق. م. على إمبراطورية شعب الأبجدية تغذوه تجارياً من كل حدب وصوب.
من هنا، بدأ الصراع التجاري والذي تحول إلى عسكري بين فينيقي ويوناني ولاحقاً صراع قرطاجي روماني لإقصاء شعوب الشرق المتوسطي عن السيطرة على عالم الغرب الإقتصادي، وتلك الصراعات أو التنافسات التي حصلت على أرض غربي المتوسط تارة في صقلية وتارة في الجزر المحيطة بها لتحسم لاحقاً إلى مصلحة اليوناني الذي استطاع مقاسمة الفينيقي الأرض والمستعمرة والتجارة ودمار أهم مدنه التجارية والتاريخية على الإطلاق قرطاجة.
وقد جزء الكتاب إلى ثلاث أجزاء (الفينيقيين، اليونان، والصراع بينهما) مع الإعتماد على أهم المصادر والمراجع العربية والغربية) وغطاء جامعة بيروت العربية وأساتذتها الكبار وتقنية وتدقيق وإنجاز من دار النهضة العربية.