نتابع دربه نزولاً حتى وصل إلى فرن، وعند الفرن وجد نفسه فصلاً على الوادي، تذكر شجر "ميس" كبيرة، حيث كان كبار السن ينعمون تحتها بمتعة الجلوس في ظلال الأمسيات، وعندما لم يجد الشجرة أدرك أنه أخطأ المكان، دخل الفرن فوجد امرأة وحيدة متكئة على لوح خشب، وأمامها بعض الأرغفة، لم يشم...
نتابع دربه نزولاً حتى وصل إلى فرن، وعند الفرن وجد نفسه فصلاً على الوادي، تذكر شجر "ميس" كبيرة، حيث كان كبار السن ينعمون تحتها بمتعة الجلوس في ظلال الأمسيات، وعندما لم يجد الشجرة أدرك أنه أخطأ المكان، دخل الفرن فوجد امرأة وحيدة متكئة على لوح خشب، وأمامها بعض الأرغفة، لم يشم رائحة طحين، ولا رائحة عجين، ولا رائحة خبز، فسأل المرأة عن "حارة الأفندي" فقامت من مكانها وتقدمته إلى خارج الفرن، قالت له وهي تشير بأصابعها: "حارة الأفندي خلف ذاك البيت الأصغر بعد ذلك البيت تماماً سوف ترى "منشرة".
وخلف "المنشرة" تطالبك بوابة "حارة الأفندي"... ومشى السينيور نحو المنشرة فرأى أمامها بوابة "حارة الأفندي"، كانت مقفلة؛ كانت غرفة الحارس "عساف" مفتوحة، ولم يكن هناك "عسافاً"، كانت الحرارة عالية، ولم يكن ثمة ظلّ لشجرة، فقد اختفت شجرات الكينا الدهرية، واختفت غابة الصنوبر و"فندق الهرم".