يسعى أستاذ علم الاجتماع اللبناني د. وضاح شرارة في هذا الكتاب إلى تقديم قراءة مغايرة للتمثلات السياسية الحالية لجمهورية "بردة النبي" الإيرانية، وذلك من خلال إبراز النسق الطقوسي الميثولوجي (الأسطوري) الثاوي وراء سلوكيات عيال الثورة الخمينية، والتي يتساهل البعض في تأويلها...
يسعى أستاذ علم الاجتماع اللبناني د. وضاح شرارة في هذا الكتاب إلى تقديم قراءة مغايرة للتمثلات السياسية الحالية لجمهورية "بردة النبي" الإيرانية، وذلك من خلال إبراز النسق الطقوسي الميثولوجي (الأسطوري) الثاوي وراء سلوكيات عيال الثورة الخمينية، والتي يتساهل البعض في تأويلها بكونها تعبر عن مضامين فارغة، بينما تثير الحيرة والدهشة لدى البعض الآخر، وخاصة في ظل السياسات الجنونية والتي يصيغها القائمون داخل أروقة الحسينيات الخمينية.
ولذلك بدل الحديث في البنيات الاجتماعية والسياسية والتي شغلت بال معظم الدراسات حول إيران، فإن الكاتب يقترح عوض ذلك، فهم السلطوية والسياسة الخارجية الإيرانية الحالية، من خلال التنقيب عن أصولها الثقافية في المرجعية الشيعية الأمامية، بما يساهم في تقديم مساهمة إضافية في حقل الأنثروبولوجيا السياسية، والذي عادة ما يركز على الأبعاد الرمزية والطقوسية ذات المنحى الميثولوجي للفعل السياسي، والتي بقيت أدواته المعرفية تعاني من هامشية كبيرة في حقل الدراسات السياسية المشرقية العربية...