برغم أن التطور السياسي الذي تعرضت له سورية كان موضوعاً لبحوث مستفيضة، لم تُجر أية دراسة مسهبة باللغة الإنكليزية عن الإقتصاد السياسي لسورية وتطوره منذ عام 1970، ولذلك فإن هذه الإضافة الهامة إلى الأدب الذي يتناول سورية تملأ تلك الفجوة بتحليل التفاعل بين الدولة والإقتصاد...
برغم أن التطور السياسي الذي تعرضت له سورية كان موضوعاً لبحوث مستفيضة، لم تُجر أية دراسة مسهبة باللغة الإنكليزية عن الإقتصاد السياسي لسورية وتطوره منذ عام 1970، ولذلك فإن هذه الإضافة الهامة إلى الأدب الذي يتناول سورية تملأ تلك الفجوة بتحليل التفاعل بين الدولة والإقتصاد والمجتمع منذ عام 1970 حتى هذا اليوم. وحين يستهل بيرتس PERTHES دراسته هذه بتقرير عن التطور الإقتصادي وإستراتيجيات التطور المتغيرة بين الحين والحين، فإنه يبحث العوامل التي استهلت في عقد الثمانينيات المنصرم تغيير الإتجاه من توجه إشتراكي في السنوات البعثية الباكرة إلى "الإنفتاح" وإلى إسناد دور أكبر للقطاع الخاص. وعندما يعالج الكاتب مشكلة التفاعل بين التحول الإقتصادي والتغيير السياسي فإنه يسوق الأدلة التي تبين أنه على الرغم من أن تحولاً في بنية السلطة لن يحدث في ظل حكم الأسد، فإن نظامه خلق تلك المؤسسات التي قد تتيح إنتقال السلطة على نحو يسير ومعقول والإتيان بنظام سياسي أقل تفرداً وأكثر مشاركة. فولكر بيرتس باحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن الدولي، برلين، وحالياً هو الرئيس التنفيذي ومدير هذا المعهد، تتركز أعماله المنشورة على سورية ولبنان، وعلى مسائل الإقتصاد السياسي والأمن في الشرق الأوسط.