خلال الأيام القليلة التي سبقت رحيلها إلى الهناك، كنت ألمح غياباتها لتعدد منها بإبتسامة شاحبة على شفتيها، تجعلني أظن أنها تفوقت على أمواج حياتها العاتية، جاهزة للرحيل، في هذه المغامرة الصعبة بين حياة استهلكت قواها وموت ألمحه على شفتيها، رحلة واعية، جليّة، خارج الزمن، خارج...
خلال الأيام القليلة التي سبقت رحيلها إلى الهناك، كنت ألمح غياباتها لتعدد منها بإبتسامة شاحبة على شفتيها، تجعلني أظن أنها تفوقت على أمواج حياتها العاتية، جاهزة للرحيل، في هذه المغامرة الصعبة بين حياة استهلكت قواها وموت ألمحه على شفتيها، رحلة واعية، جليّة، خارج الزمن، خارج جاذبية الأرض التي توثق المرء بأغلالها.
ما أن تضأ عيناك عالم أشخاص "ماكينة الخياطة" حتى تجد نفسك تنعم بذاك الثراء اللغوي الذي يحثك على الترحال وراء تلك المعاني التي تحفر في عمق الذات.
هي ذكريات صحفية عاشت محنة بيروت في حربها، وألهبت كما نارها خيالها بعد أن غدت وراء الزمن فــ"الذكريات همسات كالنبار" تتطاير في حركتها الدائمة الفكر"، لن تقف عند أعتاب الذكرى، لتقرأ تفاصيلها... فالتفاصيل بحيثياتها لن تثير في داخلك شحباً كالذي إستثارته تشكيلية الحروف والعبارات والبراعة في إستخدام التشابيه والإستعارات والمجاز وو... بتلقائية ودون تكلف.
وتأخذك الكاتبة إلى مسافات أبعد لتعيش معها تجربتها الحياتية دون أن تضن عليك بدفق من الأحاسيس والمشاعر التي تحيل الحدث الذي أدار ظهره للحاضر، وغفى في حضن الزمن... إلى حدث نابض بالحياة تعيشه وتتفاعل على معه إلى اللانهاية.