بين التعبير بالفكرة والتعبير بالصورة، تجمع الروائية "الهام منصور" في عملها هذا، بين صديقتين حميمتين في عيادة للطب النفسي.تبدأ الرواية عندما تقصد "هبى" صديقتها الحميمة المعالجة النفسانية لتفضفض عن نفسها وتبدد همومها، والسبب أن والدتها تتحكم بها وبوقتها مستنفذة طاقاتها...
بين التعبير بالفكرة والتعبير بالصورة، تجمع الروائية "الهام منصور" في عملها هذا، بين صديقتين حميمتين في عيادة للطب النفسي.
تبدأ الرواية عندما تقصد "هبى" صديقتها الحميمة المعالجة النفسانية لتفضفض عن نفسها وتبدد همومها، والسبب أن والدتها تتحكم بها وبوقتها مستنفذة طاقاتها وصحتها.. لدرجة أنها باتت لا تطيق الحياة وتتنازعها المشاعر المتناقضة بين واجبها تجاه أمها وبين جحيم حياتها وخصوصاً أن "هبى" لم تتزوج وتنجب كي لا تحمل مسؤولية أحد، فوقع حمل والدتها عليها..
وتتوالى جلسات العلاج عبر البوح بالهموم.. الى ان تضعف والدتها ضعفة الموت، فتحمل "هبى" العبئ الأكبر من مضاعفات هذا المرض وتكاد تنهار.. الى أن تتوفى الأم.. وعندما تسألها المعالجة كيف أصبحت.. تقول الابنة الفاقدة أمها "والدتي انتهت ولن تعود، لقد أسقطتها ذاكرتي نهائياً حتى إنني ما عدت أذكر كل ما أخبرك عنها.. بينما أمي هي الوشم الخالد في كياني". وهذا ما أرادت أن تقوله الرواية أن الأم ليست الجسد أو الآلة التي تلد.. بل الأم هي التي تبقى بكياننا بكل ما تحمله من معان سامية وعاطفة نبيلة، تقول هبى "... لكن أصعب لحظة كانت لحظة أخرجوها من البيت، لحظة اللاعودة، لحظة النهاية، شعرت بأن قلبي ينخلع من مكانه، لم أتحمل أنها لن تعود، أنها انتهت، أنها لن تناديني طوال الوقت لأقترب منها وأمسد على يديها وشعرها وتقول لي جملتها التي لن أنساها: "لا تتركيني مالي غيرك".