لا شأن للكتاب الحالي بأي نزوع ديني أو طقسي أو عقائدي، قبولاً أو رفضاً، هذا شأن شخصيّ سال بسببه الكثير من الاحبار في الماضي والحاضر. ما يهتم به الكتاب هو الطبيعة التشكيلية والتاريخية والمغزى الجمالي لمجموعةٍ من الصور التي قدمت الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، على طول وعرض...
لا شأن للكتاب الحالي بأي نزوع ديني أو طقسي أو عقائدي، قبولاً أو رفضاً، هذا شأن شخصيّ سال بسببه الكثير من الاحبار في الماضي والحاضر. ما يهتم به الكتاب هو الطبيعة التشكيلية والتاريخية والمغزى الجمالي لمجموعةٍ من الصور التي قدمت الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، على طول وعرض العالم العربي: في الفن الشعبي التونسيّ على الزجاج، وفي الفن الفطري السوري (أبو صبحي التيناوي)، وفي مثيله المصري بوفرة، كذلك في المغرب الأقصى، لكن وبشكل أخص في الجانب الشرقيّ من العالم العربي، لدى الشيعة في العراق ولبنان ومناطق كبيرة من الخليج العربي، ولا تنسى مناطق واسعة من القارة الآسيوية: في إيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والهند وغيرها من البلدان الإسلامية. مسعى هذا الكتاب يندرج في إطار مشروع فكري عريض ينحني على إعادة الإعتبار لما يعتبره البعض، عادة، مهملاً وغير ذي شأن، على الطفيف والصغير في الحياة وفي الثقافة، ومثلما انحنى شاكر لعيبي، شاعراً وباحثاً. في عدة أعمال أخرى على "الفن الإسلامي والمسيحية العربية" و"العمارة الذكورية" ها هو يقدَّم في هذا الكتاب، يروح الباحث الذي تحركه هواجس الشاعر ومغامراته المعرفية، دراسة هي الأولى من نوعها حول تصاوير الإمام علي ابن أبي طالب، مستندة إلى بعض المراجع والمخطوطات المجهولة حتى الآن.