-
/ عربي / USD
في كتابه "بكاء الحزن والعشق والحنين عند مشاهير المتصوفين" يتوغل الدكتور يُوحنَّا صَادر في حياة المتصوفين المسلمين ليجمع بين صحفاته نخبة من البكائين والبكاءات، تدفعه إلى ذلك الفرادة الصوفية في التعبير عن حبهم لله تعالى، والرغبة المتأججة في اللقاء به.
إنطلاقاً من هذا الهم المعرفي حاول المؤلف البحث عن الدوافع الدوافع المباشرة التي تدفع هؤلاء المتصوفة إلى البكاء والنحيب، فإكتشف - كما يقول - أن المصادر الدينية التي كانت تغذيهم في هذا المضمار هي القرآن الكريم، وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، وكذلك في سِيرَ وأقوال بعض الصحابة.
وفي هذا الإطار يورد المؤلف إسهام المتصوّفون العرب في شرح أسباب البكاء، وقد قسّم الشيخ أبو بكر الكتّاني بكاءَهم إلى عدّة درجات هي بكاء الخوف وبكاء الشوق وبكاء الفرح، وبكاء الوجدان، فبكاء الوجدان في رأيه أعلى أقسام البكاء وأشرفها وأعزها.
وهكذا يمضي المؤلف في ترتيب درجات البكاء طبقاً لما كشفتها له "مسالك هؤلاء المتصوفين" ويقوم بشرح كل واحدة منها مع الإشارة إلى المصدر الذي نهل منه وأهمها "طبقات الأولياء" و"طبقات الصوفية" وغيرها...
فوجد للبكاء أنواع منها: البكاء توبة عن الذنوب، والبكاء من خشية الله تعالى، والبكاء عند المقابر، والبكاء خوفاً من النار، والبكاء شوقاً إلى القيامة، والبكاء شوقاً إلى الله والحنين إليه والطمع في لقائه.
أما عن "الأشخاص" البكائين الذين يتناول المؤلف سيرهم وأسباب بكاء كل واحد منهم من هذا الكتاب فهم كثر ومنهم أبو سليمان الداراني ومعروف بن فيروز الكرخي، وصفوان بن مُحرز المازني... ومن النساء البكاءات يذكر المؤلف حفصة بنت سيرين، وعفيرة العابدة، زحلة العابدة، مولاة معاوية وشعوانة والخنساء ورابعة العدوية... وأخريات من عباد البوادي وممن رُئين في الطواف وممن لم يُعرفن بإسم ولا مكان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد