إن موسوعة الأسلحة القديمة هي عمل من أهم الكتب في العصرين الفاطمي والأيوبي، حيث يُعتبر من بين أوائل الكتب التي تم تأليفها في مجال صناعة الأسلحة في العصور الوسطى (589 هـ). إضافةً إلى كونها الأشمل في هذا المجال، فإنها تحتوي على أسرار صناعة جميع أنواع الأسلحة المعروفة والفريدة التي كانت تستخدم في الزمنين الفاطمي والأيوبي.

في صفحات هذا المؤلف الرائع، يُكشف المستور ويُبين لنا التقنيات والتصاميم السرية للأسلحة المختلفة، بدءًا من السيوف وأنواعها المختلفة، وصولاً إلى الأسلحة الفريدة والمعقدة مثل المرايا المحرقة الداخلة في الهندسة البصرية التي كانت تُعتبر وقتها من الابتكارات الجديدة والغير مجربة عمليًا.

يمتاز المؤلف بتقديم المعلومات القيّمة التي اقتطفها من شيوخ وأئمة عصره ومن سبقهم، مما يجعلها مصدراً هاماً لفهم وتعلم صناعة الأسلحة القديمة. ويُعتبر هذا الكتاب وسيلة لمكتبة السلطان صلاح الدين ليكون مرشدًا له في حروبه ضد الصليبيين وفي الدفاع عن الأراضي الإسلامية.

يتكون الكتاب من بابين، حيث يتناول الباب الأول ذكر أنواع الأسلحة وتصنيفها والتفاوت في أنواعها وأوصافها. بينما يركز الباب الثاني على طرق استخدام الأسلحة في الحروب وتحديد المكان المناسب لها. كما يرفق الكتاب بالعديد من الرسومات التوضيحية التي تعزز فهم المحتوى وتجعله قيمًا لكل من يهتم بتاريخ وتطور الأسلحة القديمة.