شارك هذا الكتاب
أساس البلاغة
الكاتب: الزمخشري
(0.00)
الوصف
هذا، ولما أنزل الله تعالى كتابه مختصّاً من بين الكتب السماويّة بصفة البلاغة التي تَقَطّعَت عليها أعناقُ العِتَاق السُّبَّقِ، وونَتْ عنها خُطَا الجيِادِ الفُرِّح، كان الموفَّقُ من العلماء الأعلام، أنصار ملّة الإسلام، الدّابّينَ عن بَيْضَةِ الحنيِفيّة البيضاء،...

هذا، ولما أنزل الله تعالى كتابه مختصّاً من بين الكتب السماويّة بصفة البلاغة التي تَقَطّعَت عليها أعناقُ العِتَاق السُّبَّقِ، وونَتْ عنها خُطَا الجيِادِ الفُرِّح، كان الموفَّقُ من العلماء الأعلام، أنصار ملّة الإسلام، الدّابّينَ عن بَيْضَةِ الحنيِفيّة البيضاء، المُبّرْهِنين على ما كان من العَرَب العَرْباء، حين تُحُدّوا به من الإعراض عن المُعَارَضَةِ بأسَلاَتِ ألسنتهم، والفزع إلى المُقَارَعة بأسِنّة أسّلِهم؛ مَن كانت مَطامحُ نظَرِه، ومَطارحُ فِكْرِه؛ الجهاتِ التي تُوَصّلُ إلى تبيُّن مراسِم البلغاء، والعُثُورِ على منَاظم الفصحاء؛ والمُخايرَةِ بين مُتَداوَلات ألفاظهم، ومُتَعَاوَرَات أقوالهم، والمُغَايَرَةِ بين ما انْتَقَوْا منها وانْتَخَلُوا، وما انْتَفَوْا عنه فلم يقبّلوا، وما استركّوا واستَنْزَلوا، وما استفصَحُوا واسَتجْزَلُوا، والنظر فيما كان الناظر فيه على وجوه الإعجاز أوْقَف، وبأسرار ولطائفة أعْرَف؛ حتى يكون صدر يقينه أثْلَج، وسهم احتجاجه أفْلَج؛ وحتى يُقال: هو من علم البيان حَظِيّ، وفهمه فيه جاحظِيّ.
وإلى هذا الصّوْبِ ذهب عبدُ الله الفقيرُ إليه محمودُ بنُ عمرَ الزمخشري، عفا الله تعالى عنه، في تصنيف "كتاب أساس البلاغة"، وهو كتابٌ لم تزل نَعَامُ القلوب إليه زَفَافَة، ورياحُ الآمال حول هَفّافّة؛ وعيونُ الأفاضل نحوه رّوامِق، وألسنتُهم بتمنّيه نواطِق، فُلِيَتْ له العربيّة وما فَصُح من لغاتها، ومَلُح من بلاغاتها؛ وما سُمع من الأعراب في بواديها، ومن خطباء الحِلَلِ في نَواديها؛ ومن قَرَاضِبَةِ نَجْدٍ في أكْلائِها ومَرانِعِها، ومن سَمَاسِرَة تِهامةَ في أسواقها ومجامعها، وما تَزَاجَزَتْ به السّقاةُ على أفْوَاه قُلُبها، وتساجعت به الرّعاةُ على شِفَاه عُلَبِها؛ وما تَقَارَضَتْهُ شُعَرَاء قَيْسٍ وتَميمٍ في ساعات المُمَاتَنَةِ، وما تزاملَتْ به سُفَراء ثَقيفٍ وهُذَيْلٍ في أيّام المُفاتَنَة؛ وما طُولِعَ في بطون الكتب ومُتُون الدفاتر من روائع ألفاظ مُفتْنَة، وجوامع كَلِمٍ في أحْشائِها مُجْتَنّة.
ومن خصائص هذا الكتاب نخيُّر ما وقع في عبارات المُبّدعين، وانطوى تحت استعمالات المُفلقِين؛ أو ما جاز وقوعُه فيها، وانطواؤه تحتها، من التراكيب التي تَمْلُح وتَحْسُن، ولا تّتقبِضُ عنها الألسُن، لجريها رَسْلاتٍ على الأسَلات، ومرورها عَذْباتٍ على العَذبَات.
ومنها التوقيفُ على مناهج التركيب والتأليف، وتعريف مدلوج الترتيب والترصيف، بسّوْق الكلمات مُتناسقة لا مُرْسَلَةً بَدَداً، ومتناظِمَةَ لا طَرائِقَ قِدَدا؛ مع الإستكثار من نوابغ الكَلِمِ الهادية إلى مَرَاشد حُرّ المنطِق، الدالَةِ على ضالَةِ المِنْطِيق المُفْلِق.
ومنها تأسيسُ قوانين فصل الخطاب والكلام الفصيح، بإفراد المجاز عن الحقيقة والكناية عن التصريح.
فمن حصّل هذه الخصائصَ وكان له حظّ من الإعْراب الذي هو ميزان أوضاع العربيّة ومقياسُها، ومِعيار حكمة الواضع وقِسْطاسُها، وأصاب ذَرْواً من علم المعاني، وحَظيَ برّشَ من علم البيان، وكانت له قبل ذلك كلّه قريحةٌ صحيحة، وسَليقَةٌ سَليِمة، فَحُلَ نَثْرُه، وجَزُلَ شِعْرُه؛ ولم يَطُل عليه أن يُناهزَ المقدِّمين، ويخاطرَ المُقْرَمِين.
وقد رُتَبَ الكتاب على أشهر ترتيبٍ مُتَداوَلاً، وأسهله مُتَناوَلاً؛ يَهْجُم فيه الطالبُ على طَلبِتّهِ موضوعةَ على طّرّفِ الثُّمامِ وحبل الذّراع، من غير أن يحتاج في التنّقير عنها إلى الإيجاف والإيضاع، وإلى النظر فيما لا يُوصَل إلاَ بإعمال الفكر إليه، وفيما دقّق النظر فيه الخليلُ وسِيبَوَيْه.

التفاصيل

 

الترقيم الدولي: 9789953136868
سنة النشر: 1992
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 720
عدد الأجزاء: 1
الغلاف: Casewrap Hardcover
الحجم: 17x24
الوزن: 1235g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين