يشرح هذا الكتاب تطوّر الدولة السورية كما ظهرت تحت الحكم العسكري للبعث خلال خمسة وثلاثين عاماً، وتحديداً تحت حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، ويحلّل الطريقة التي من خلالها فتحت هشاشة دولة ما بعد الإستقلال التي لم تكن قادرة على إحتواء الكفاح القومي المتصاعد والصراع الطبقي،...
يشرح هذا الكتاب تطوّر الدولة السورية كما ظهرت تحت الحكم العسكري للبعث خلال خمسة وثلاثين عاماً، وتحديداً تحت حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد، ويحلّل الطريقة التي من خلالها فتحت هشاشة دولة ما بعد الإستقلال التي لم تكن قادرة على إحتواء الكفاح القومي المتصاعد والصراع الطبقي، الطريق لصعود حزب البعث إلى السلطة، ويتفحص كيف حولت "ثورة البعث من فوق تضاريس سورية السياسية - الإجتماعية. بعد ذلك يخوض الكتاب في الإستراتيجية المختلطة لتركيز السلطة تحت حكم الأسد، والطريقة التي من خلالها تمت عملية الجمع بين خلق حكم ملكي رئاسي (Presidential Monarchy) مدعوم من قبل أقرباء مؤتمنين وعملاء يقودون أجهزة القمع، وبين خلق منظمة سياسية شبة لينينية تضم جمهوراً من الناخبين الريفيين. ثم يعرض الكتاب العلاقات اللاحقة بين الدولة والمجتمع، بما فيها صعود الطبقة الجديدة، والتمرّد الإسلامي، وبقاء المجتمع المدني، ولجوء الأسد إلى التخفيف من الضغط السياسي بديلاً للديموقراطية، ثم ينتقل الملف لتقييم الإقتصاد السياسي للتنمية الإقتصادية، فيظهر كيف أن الإصلاح الزراعي التصنيع، والتحرر الإقتصادي، قد خلقت إقتصاداً أكثر تنوعاً وعدلاً، لكنه كان بشكل أساسي إقتصاداً متصدعاً تهيمن عليه الدولة، ثم يتناول الفصل الأخير من الكتاب سياسة الأسد الخارجية وكيف حولت سورية من ضحيّة إلى لاعب في الصراع الإقليمي من أجل السيطرة.