-
/ عربي / USD
إخوان الصفاء وخلان الوفاء جماعة تألفت في القرن الرابع الهجري (القرن العاشر للميلاد) وكان موطنها البصرة، ولها فرع في بغداد، ولم يعرف من أشخاصها سوى خمسة وأيضاً يتفشاهم الغموض والشك، وقد كانوا يستترون في اجتماعاتهم التي يقصرونها على جماعتهم. وإذا كان الأخوان قد أثروا الاستتار في أسمائهم واجتماعهم، إلا أنهم لم يحجبوا آراءهم وعقائدهم عن الناس، فظهرت رسائلهم وانتشرت على أيدي دعاتهم وهي مؤلفة من اثنتي وخمسين رسالة مقسومة على أربعة أقسام، فمنها رياضية تعليمية، ومنها جسمانية طبيعية، ومنها نفسانية عقلية، ومنها ناموسية إلهية.
ولقد جعلوا القسم الرياضي أول أقسام رسائلهم، لما للعدد من مقام خطير في فلسفتهم، لأنه تأثروا بطريقة الفيتاغوريين ولا سيما المحدثين منهم، فاعتبروا العدد من أصل الموجودات، ورتبوه على الأمور الطبيعية والروحانية، واعتمدوا فيها المربعات لأنهم وجدوا عدد الأربعة في أكثرها، فصار لهم شرف الصدارة عندهم، مع ما لسائر الأعداد من الفضل في نسبة بعضها إلى بعض كما توجد النسبة من الأمور الطبيعية والأمور الروحانية.
وبالنسبة للقسم الطبيعي في رسائلهم، فهو يبحث في الطبيعة. فقد كانوا في أكثره أرسطيين، وفي بعضه فيتاغوريين أفلاطونيين، فقد تكلموا على الهيولي والصورة والزمان والمكان والحركة والآثار العلوية، وعلى المعادن والحيوان والإنسان والنفس واللذة والألم، وعلى الأصوات وأدارك القوة السابعة لها.
ومن القسم الثالث من هذه الرسائل والذي كان حول النفس نيات والعقليات، كان إخوان الصفا على رأي الفيتاغوريين، وفي بعضها أفلاطونيين وأرسطين، بحيث كلها في ما بعد الطبيعة من النفسانيات والعقليات، فاعتمدوا مذهب الأفلاطونية الحديثة من تعليل صدور الموجودات عن الله تعالى بطريق الفيض وهو يختلف عن الخلق الذي تقول به الأديان.
أما القسم الرابع من رسائلهم فيختص بالآراء والديانات، وما اتصل بها من المذاهب الروحانية والفلسفية والعملية والخرافية، وغايتهم فيها التوفيق بين الدين والفلسفة، لم يعرض إخوان الصف رسائلهم الفلسفية بأسلوب علمي، ولكنهم كتبوها بلغة أنيقة جذابة، جميلة الصور والتشابيه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد