يُعتبر "كتاب ابن سلام - بدء الإسلام وشرائع الدين" من التحف التاريخية البارزة، وتُعزى أهميته إلى مؤلفه الإباضي العظيم أبو العباس أحمد بن سعيد الشمّاخي، الذي يُلقب بـ "بطليموس العرب" عند المستشرقين. تناول الشمّاخي في هذا الكتاب تاريخ الدعوة الإباضية في شمال إفريقيا، استنادًا إلى روايات "كتاب ابن سلام" والتي يُعتبر أقدم مؤلف تاريخي للمغرب الإسلامي بأسره.

كان كتاب ابن سلام قد فقد لفترة طويلة حتى تم اكتشاف مخطوطته في عام 1964م، وقام العالم سالم بن يعقوب بجهود بحثية واسعة لاكتشاف هذا التراث الإباضي القيّم. ويُعد هذا الكتاب بمثابة نافذة تاريخية للبربر وطريقتهم في استيعاب الحضارة الإسلامية واللغة العربية.

في نصّ الكتاب الذي يُقسّم إلى أربعة أجزاء رئيسية، يتناول ابن سلام أساس العقيدة الإسلامية ومعالم المؤمنين الحقيقيين ويقدم تفسيرات قرآنية معتبرة، ويشرح الشرائع الدينية ويُعرّف بالفقهاء والمحدثين والقادة الدينيين، مُبرزًا جهودهم وآثارهم. يتناول أيضًا أخبارًا تاريخية للخلفاء الأمويين والعباسيين وأسماء علماء المذهب الإباضي.

وفي ظل هذه القيّمة التاريخية الفريدة للكتاب، اعتنى الباحثان "فيرنر شفارتش" و"سالم بن يعقوب" بمراجعة وتحقيق المخطوطة، وقدّما النصّ الموثوق للكتاب وأضافا تعليقات هامة للقارئ.