-
/ عربي / USD
على مدى الأربعمئة سنة التي أباد فيها الإنكليز في المنطقة التي تسمى اليوم بالولايات المتحدة أكثر من 18 مليون "هندي أحمر"، ومحوا من ذاكرة التاريخ مئات الأمم والشعوب، كما فعلوا بعد ذلك بسكان أستراليا ونيوزيلاندة وعشرات الجزائر التي كانت تعج بالحياة، لم تغب عن بالهم أن احتلال الأرض والإبادة الجسدية ليست كل شيء، وأنه لا بد من كسر العامود الفقري لضحاياهم، ألآ وهو لغتهم وثقافتهم وتراثهم الروحي، هذه الإبادة الثقافية أو "المحرقة الأخيرة للوجود" بتعبير رسل مينز أحد زعماء الحركة الهندية، هي موضوع هذا الكتاب.
سنوات طويلة أمضاها المؤلف، وهو أبرز الباحثين العرب في الدراسات الأميركية، أمضاها في دراسة أخلاق هذه الإبادة الثقافية، وإيديولوجيتها، وأسلحتها، وتقنياتها، وأبطالها، وأبواقها المحلييهن، ووقائعها المخيفة، اعتماداً على مراجعة مئات المصادر العامة وعلى البحث والتنقيب في صناديق الوثائق الحكومية التي تضم آلاف آلاف الأوراق والتي ترى النور لأول مرة في صفحات هذا الكتاب: سجلات مفوضي المحفوظات الوطنية، ووزارة الداخلية، أو وثائق قرن ونصف القرن من وثائق الشؤون الهندية، أو محفوظات الكونغرس والمنظمات التاريخية وغيرها. إنها شريط مصور من مأساة تعجز كل مخيلات الرعب عن محاكاتها، مأساة أبطالها ملايين من البشر كانوا كما يقول زعيم هندي في إحدى هذه الوثائق: "كشجرة تساقطت أوراقها فكنستها الريح إلى الأبد".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد