-
/ عربي / USD
إن مصنف هذا الديوان هو ميمون بن قيس ولد في قرية منفوحة من اليمامة في قومه بني قيس بن ثعلبة، وهم بطن من بطون بكر بن وائل بن ربيعة عُرفوا بالفصاحة، فنشأ على فصاحتهم، وكان أعشى العينين فلقب بالأعشى، وسمي صناجة العرب لأنّه كان يُتغنى بشعره، ولما كان في شعره من موسيقى ونغم، ولما توثقت شاعريته شرع يطوف في بلاد العرب.
وهذه الرحلات كانت عاملاً على توسيع تفكيره وتعميقه، وتنقله هذا في مختلف البلاد سنّى له ثقافة تاريخيّة، وإن تكن محدودة، فأورد في شعره أخبار قبائل العرب البائدة، وأخبار ملوك الفرس، وعلى كونه شاعر الحمرة في عهده، بلا منازع، لولوعه بها، وإبداعه في وصفها ووصف تأثيرها بشاربها، وتصويره مجالس اللهو التي تدار فيها، أوصافاً وتصاوير أخذها عند بعدئذ الأخطل وأبو نواس، كما كان كذلك شاعراً قبلياً يدافع عن قبيلته بكر ويشيد بإنتصاراتها وأبطالها، ويهجو أعداءها هجواً مقذعاً، ويعدّد إنكساراتهم، غير أنّه لم يقصر مدحه على سادات قبيلته وإنّما وزعه على كلّ من زار من الملوك والأمراء لأنّه كان من الشعراء المتكسبين.
وبين أيدينا ديوان هذا الشاعر المخضرم الذي عدّه ابن سلام في الطبقة الأولى بعد امرئ القيس والنابغة وأمير وعظم منزلته عندهم وقد ذيل الكتاب بشرح ما استصعب فهمه من الكلمات مزيداً من الإيضاح.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد