يقول جامع هذه الفتاوى في مقدمة كتابه هذا، أما بعد فإن أكابر العلماء ما زالت تدوّن أقوالهم وتنقل احوالهم لا سيما في العويصات التي لا يُهتدى إليها، وآراؤهم في المدلهات التي لا يعوّل إلا عليها، وإستنباطاتهم في المعضلات ما هو الحق الصريح والمذهب الصحيح.وكان ممن انتشرت فتواه...
يقول جامع هذه الفتاوى في مقدمة كتابه هذا، أما بعد فإن أكابر العلماء ما زالت تدوّن أقوالهم وتنقل احوالهم لا سيما في العويصات التي لا يُهتدى إليها، وآراؤهم في المدلهات التي لا يعوّل إلا عليها، وإستنباطاتهم في المعضلات ما هو الحق الصريح والمذهب الصحيح.
وكان ممن انتشرت فتواه شرقاً وغرباً، وعجماً وعرباً الإمام العلامة، الحبر البحر مفتي المسلمين، بقية المجتهدين أحمد شهاب الدين بن حجر الشافعي، أَعظِمْ به عالماً، كتب الفتاوى بقلمه، فرُبّ قضايا لا يكشف أشكالها غير فتواه، فإنه لا سيما حين اتخذ مكة وطناً، وآثرها سكناً، انتشر صيته في الأفاق، ووقع على سعة علمه وصحة إستنباطه وباهر فهمه الإتفاق، فقصده الأئمة وغيرهم بالفتاوى من سائر الأقاليم المشهورة، لما اشتهر من حديث فضله عندهم من كل طريق صحيحة مأثورة كمصر والشام...