إنها رواية يطغى عليها التحليل النفسي والاجتماعي لشخصيات متعددة من الأصدقاء أبطال الرواية، أمينة، رباب، دلال، ليال، عبلة، هادي وعيسى، تحكمت بها الرواية بحنكة، كي لا تفلت من الإطار الذي أرادت وضعها به، ومن السياق الذي أرادته لها، فهي لا تعاتب صديقتها حتى ولو شكت أنها...
إنها رواية يطغى عليها التحليل النفسي والاجتماعي لشخصيات متعددة من الأصدقاء أبطال الرواية، أمينة، رباب، دلال، ليال، عبلة، هادي وعيسى، تحكمت بها الرواية بحنكة، كي لا تفلت من الإطار الذي أرادت وضعها به، ومن السياق الذي أرادته لها، فهي لا تعاتب صديقتها حتى ولو شكت أنها استمالت حبيبها، بل على العكس من ذلك تقوم بتبرير تصرفاتها وتعاطيها معها، رغم علمها بغيرتها من نجاحها واعتراف الأصدقاء بذلك.
حيث تقول بطلة الرواية "خرجت من عند أمينة يتملكني شعور غريب، أحسست أنها تتعامل معي كأنني مجموعة وثائق تركها هادي وتحاول البحث فيها عن خبر يؤكد خيانته لها مع التمني ألا تجده. طرحت كل الأسئلة الممكنة، لكن إجابتي أتت كلها عامة لا تشفي غليلها ولو أنها تلبي رغبتها، كانت تطرح أسئلتها من باب الصداقة التي تعززت بيننا ومن ثقتها أنني أقول الحقيقة ولا أراوغ. هي تعلم ذلك، لكن ماذا نفعل بالشك الذي إن دخل في أي موضوع حوله إلى لغز لا تفك أسراره كل الحلول الممكنة ولا تروي ظمأه كل الإجابات النافية، ماذا علي أن أفعل كي لا تعاملني أمينة كسارقة لحبيبها وقد لاحظت أنها تعترف بي شكلاً وترفضني مضموناً، تعترف أنني جميلة، لكنها ترفض أن أكون مثقفة أو ذكية، وهذا ما يظهر في كل نقاشاتنا، إذ كانت كل آرائي شبه مرفوضة من قبلها وعبارة "نعم ولكن" لا تفارق ردودها على كل طروحاتي، تراها دائماً ناقصة أو خاطئة، كانت بذلك تريد أن أفهم أن هادي قد أغرم بشكلي فقط وليس بشخصيتي".
رواية ممتعة، غنية بأحداثها وبتنوع شخصياتها، وبعواطفها وانفعالاتها، وتعدد مواضيعها، وبتحليلاتها لتركيبات إنسانية أفرزتها مرحلة من مراحل النضال الوطني في لبنان.