-
/ عربي / USD
طه عبد الرحمن واحد من أصحاب المشاريع الفكريّة من الفلاسفة المعاصرين، قدّم للفلسفة عدداً من الدراسات التي استحقّ بها شهرته وصيته، وعلى ضوء هذا التقييم لهذا العلم أردنا أن يكون واحداً من الأعلام الذين نعالج مشاريعهم الفكريّة في هذه السلسلة.
وفي شرح الرجل لمراميه ومقاصده من البحث الفلسفي، يقول محدّداً إطار مشروعه الفكريّ في ندوة حواريّة أقيمت على شرفه في إحدى المؤسسات الفكريّة في بيروت: "أردت في حياتي أن أجتهد ولا أقلِّد، ولو كان اجتهادي غير مصيب. وأريد بلا شك أن أجيب عن سؤالين يدوران في خلد كل واحد منكم، لِمَ كتبتَ ما كتبتَ على الوجه الذي كتبتَ؟".
ويشكو، في سياق شرح مقاصده، من التقليد الذي تعاني منه الفلسفة الإسلاميّة منذ أن بدأت بالأخذ عن اليونان إلى عصرنا هذا فكثير من المؤلّفين في الفلسفة، بحسب تقديره، هم تراجمة وليسوا فلاسفة.
ومن هنا، انطلق يفكّر في الإبداع ورسم سبله لمن يريدونه ولا يهتدون إليه سبيلاً. كما شغلته مسألة العقلانيّة وطرائق التعبير عن الذات فدرس المنطق وكان من المختصّين فيه. وشغله هم الحداثة وما تركته من آثار على المجتمع الإسلامي فكتب عن روح الحداثة وهكذا إلى آخر حلقة في مسلسل الرغبة في الإبداع عنده.
هل أبدع طه عبد الرحمن أم لم يبدع؟ وإن أبدع فأين هي مكامن إبداعه؟ أسئلة يحاول الكاتب تقديم الأجوبة الواضحة عنها في كتابه الذي عالج فيه المشروع الفكريّ لطه عبد الرحمن بدءاً من مرحلة التكوين إلى مرحلة والنضج والقدرة على التعبير عن الذات؟
وإنّنا في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، إذ تقدم هذا الوليد الجديد في سلسلة أعلامنا نتمنّى أن يكون فيه ما يلفت نظر القارئ ويقدّم له إضافة إلى معرفته بالعلم الذي نعالجه في هذا الكتاب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد