التفكير في العلاقة بين العقل والدين عمليّة قديمة قدم الإنسان؛ إذ يعود ماضيها إلى ماضي الفكري البشريّ، من جهةٍ يتاح اعتبار تمرّد الإنسان على الحكم ... الإلهيّ ضرباً من الصراع بين العقل والدين...؛ والسبب الأوّل لظهور الفِرَقِ والنِحَلِ الفقهيّة والكلامية المتنوِّعة في تاريخ...
التفكير في العلاقة بين العقل والدين عمليّة قديمة قدم الإنسان؛ إذ يعود ماضيها إلى ماضي الفكري البشريّ، من جهةٍ يتاح اعتبار تمرّد الإنسان على الحكم ... الإلهيّ ضرباً من الصراع بين العقل والدين...؛ والسبب الأوّل لظهور الفِرَقِ والنِحَلِ الفقهيّة والكلامية المتنوِّعة في تاريخ الفكر الإسلاميّ، إنّما يعود إلى تشخيص حدود كلّ من العقل والدين وطبيعة العلاقة بينهما، ولا مِراءَ أنّ إشكالية العقل والدين لا تزال اليوم أيضاً من أهم قضايا فلسفة الدين، حيث تدور معظم التحديات والإختلافات بين فلاسفة الدين والمؤمنين وفلاسفة الدين والملحدين حول هذا المحور وجوانبه وأبعاده المختلفة، وفي هذا دليلٌ على المكانة الرفيعة والأهمّية البالغة لهذه الإشكاليّة في مضمار الدراسات الدينيّة.
وتدلُنا نظرة إجماليةٌ إلى خطاب الفكر الديني في غُضون العقود الأخيرة على تأثير المستنيرين الدينيّين في هذا الحقل الخطير. ولا ريبَ أنّ مفكري الإسلام المُجدِّدين كان لهم خلال العقود الأخيرة، ولا سيما بعد إنتصار الثورة الإسلاميّة في إيران دورٌ أكيد في إثارة وتنضيج طائفة من البحوث الفلسفية - الدينيّة التي غالباً ما استتبعت نقاشات مُلحقَةً وآراءً تعاضد هذا الطرف أو ذاك، بل وأفضت أحياناً إلى تحدّيات جادة على المسرحَينْ الإجتماعي والسياسي... لكنّنا في هذا الكتاب نَتَغيّا دراسة ونقد العلاقة بين العقل والين من وجهة نظر اثنين من أبرز رموز التجديد الفكري الديني المعاصر في إيران هما الدكتور عبد الكريم سروش، والدكتور محمد مُجْتَهِد شَبِسْتَري.