-
/ عربي / USD
يسرت المدرسة اللسانية الوظيفية للمؤلف نادر سراج آليات وكيفيات الاتصال برواة لغويين متعددي المنابت الجغرافية والأصول المناطقية والاهتمامات الحياتية، الأمر الذي راكم لديه خبرات متنوعة لأنماط التواصل وصيغ التعاطي، وزوده بمروحة غنية من أدبيات التخاطب وتعابير "تسليك الأمور" التي تروج لدى الجمهور الواسع وتغيب أحياناً عن أسماع النخب. آمن سراج بأن النظرية اللسانية ينبغي أن تسمح، على الدوام، بتأسيس إطار وصفي لعرض وقائع اللغة، لا يبدل في شيء الحقيقة اللغوية، ولا يحور عرض الوقائع، لأن ثمة حقيقة لغوية جلية تكشفها عادة عملية التواصل. ويبدو هذا الأمر جلياً في تجربته التأليفية، ولا سيما في هذا الكتاب الذي يعالج "خطاب الرشوة" في تداعياته اللغوية، ويتطرق إلى خطاب متوارٍ ومسكوت عنه. مكونات هذا الخطاب تدرس للمرة الأولى في لغة الضاد، عبر إضاءة لسانية اجتماعية، ومن خلال معاينة منظومة متكاملة من الكنايات والتوصيفات وخطابات أفرقاء عملية الرشوة الثلاثة، الراشي والمرتشي والرائش. فضلاً عن باقة منتقاة من مأثوراتنا الشعبية التي بحثت في الرشوة وأخواتها. وقد رفد المؤلف هذه المعطيات اللغوية بمقتضفات صحافية عربية، مشفوعة بمسموعات عفوية، جرت على الألسن، وعبرت عن معاناة العوام والخواص، وأدرجت كشهادات حية في متن الكتاب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد