تهدف هذه الدراسات إلى إلقاء بعض الضوء على «ميرزا مهدي الأصفهاني» -أحد روّاد مدرسة التفكيك- بهدف التعريف بما أنتجه خلال مسيرته المعرفيّة. ... إنّ من أهمّ سمات الجهد العلمي للميرزا الأصفهاني اعتماده على النصّ الدينيّ لتكوين المعرفة الدينية والبعد قدر المستطاع عن تكوين...
تهدف هذه الدراسات إلى إلقاء بعض الضوء على «ميرزا مهدي الأصفهاني» -أحد روّاد مدرسة التفكيك- بهدف التعريف بما أنتجه خلال مسيرته المعرفيّة.
... إنّ من أهمّ سمات الجهد العلمي للميرزا الأصفهاني اعتماده على النصّ الدينيّ لتكوين المعرفة الدينية والبعد قدر المستطاع عن تكوين المعرفة التي يمكن تسميتها بالدينية بالاعتماد على الفلسفة وغيرها من العلوم. ولم يكن هذا الموقف من الفلسفة عداءً لها أو موقفًا سلبيًّا منها؛ بل كان حرصًا على تفكيك مسارات المعرفة الدينية عن مسارات المعرفة البشريّة. وتظهر جدوى هذا الفصل بحسب الأصفهاني عندما نلاحظ أنّ عددًا من المفكّرين الإسلاميّين يعمدون، نتيجة خلطهم بين مصادر المعارف وعدم التفاتهم إلى التمييز والتفكيك المشار إليه، إلى تأويل الآيات والأحاديث لحملها على قول ما قالته الفلسفة أو كشف عنه العرفان. وفي هذا السلوك بحسب الميرزا الأصفهاني افتئات على كلّ من الدين والعلوم البشريّة.