المختارات، التي بين يديك عزيزي القارئ، هي لموسى بيدج، الشاعر والقاص، والعامل في مجالي الترجمة والتحقيق، والآتي إلى الشعر من مناخات ثقافية عديدة أبرزها الكردي والفارسي والعربي.
ويبدو أن هموم الشاعر بيدج متنوعة وكثيرة، وأنه واسع الإطلاع على الإنتاج الشعري الإيراني والعربي والعالمي القديم والحديث أيضاً، الأمر الذي يجعل تجربته الشعرية تتميز بتعدد فضاءاتها الثقافية وتنوعها وغناها.
ومن الواضح أن شعر بيدج، وعلى الرغم من هذا المخزون الثقافي المتنوع والغنى، شعر تلقائي وعفوي، تتمثل فيه الفكرة/الشعور في صورة حسية ملموسة، تستمد عناصرها من الطبيعة والوقائع الحياتية المعيشة، فتأتي سلسة سهلة، بسيطة واضحة، عميقة، كاشفة، ممتعة، فتؤدي أولى الوظائف التي يريدها الشاعر للشعر، وهو "التقليص من حجم غربة الإنسان"، و"الإسهام في العودة إلى الفردوس المفقود".