الكتابة الساخرة التي يمارسها ناجي بيضون من النوع الأصعب، بل من النوع الذي يتصدى لمجابهة صعوبة مزدوجة، وأكثر، في الصياغة، والبناء، والموقف.تأخذك كتابات ناجي بيضون هذه إلى متعة القراءة، إلى الشوق للمتابعة، وإلى الفرح بالكثير من اللقى اللغوية والتعبيرية الكاشفة للمفارقات...
الكتابة الساخرة التي يمارسها ناجي بيضون من النوع الأصعب، بل من النوع الذي يتصدى لمجابهة صعوبة مزدوجة، وأكثر، في الصياغة، والبناء، والموقف. تأخذك كتابات ناجي بيضون هذه إلى متعة القراءة، إلى الشوق للمتابعة، وإلى الفرح بالكثير من اللقى اللغوية والتعبيرية الكاشفة للمفارقات أو التناقضات في الكلام والمواقف والمواضعات الاجتماعية السياسية والفكرية على السواء. سخرية بيضون ليست لمجرد السخرية أو لتقصد الاضحاك، بل هي توظف السخرية وتوجه وسائل الاضحاك باتجاه الكشف والإضاءة المعرفية، والذهاب -في كشفها (فضحها) عناصر الخلل في التركيب الاجتماعي، في علاقات الناس بالناس، الناس بالحكام، الدول الكبرى بالشعوب والبلدان التابعة، النظم السياسية الاقتصادية والاحتكارات بأوضاع البشر، الخ- الذهاب في سخريتها الإضحاكية هذه إلى أقصى الجدية. وغالباً ما تمتزج الضحكة، لدى القارئ، بدمعة خفية وأسى داخلي على حالنا، وتدفعه لا تخاذه نظرة أكثر واقعية إلى الذات من حيث تقبل السخرية هذه ولو أصابت الوضع الاجتماعي للقارئ نفسه.