إنّ تعريف الدّين يُعدّ إشكاليّة كبيرة وصعبة، وتكمن الصّعوبة - حسب الكاتب - في أنّ لكلّ دين نواحي خاصّة به؛ سواء في الشّعور، أو الاعتقاد، أو في الت... ّعبّد، يذكر - مثلًا - أنّ الأقوام البدائيّة تفهم الدّين على وجه لا تفهمه الأقوام المتقدّمة في الحضارة، يقول: "وإذا أردنا أن يكون...
إنّ تعريف الدّين يُعدّ إشكاليّة كبيرة وصعبة، وتكمن الصّعوبة - حسب الكاتب - في أنّ لكلّ دين نواحي خاصّة به؛ سواء في الشّعور، أو الاعتقاد، أو في الت... ّعبّد، يذكر - مثلًا - أنّ الأقوام البدائيّة تفهم الدّين على وجه لا تفهمه الأقوام المتقدّمة في الحضارة، يقول: "وإذا أردنا أن يكون التّعريف منطبقًا على جميع الأديان، تزداد الصّعوبة، وذلك لأنّنا عندما نذكر كلمة الدّين، تمرّ بذاكرتنا جميع الأديان - البائدة منها والحاضرة، الأديان السّماويّة، والمعتقدات الدّينيّة الأخرى عند جميع الطّوائف والشّعوب على اختلاف معتقداتها، ونزعاتها، ومكانتها في سلّم الحضارة، وما دام كلّ من هذه الطّوائف والشّعوب تختلف في مفهوم الدّين عندها، لذلك؛ يتعذّر تعريفه بحيث ينطبق على جميع مفاهيم الأديان"[3]، رغم اتّفاقنا مع الكاتب في صعوبة التّعريف، نقول: إنّ هذا لا يمنع الاجتهاد لتقديم تعريف عامّ، ولو بتعريف يرجع الدّين - أيّ دين - إلى مسألة الإيمان؛ سواء إيمان بالله، أو إيمان بقوى خفيّة، كما هو عند الحضارات السّابقة.