تناولت هذه الدراسة الأحداث التاريخية التي امتدت من الفتح العربي الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية حتى سقوط الخلافة الأموية في الاندلس (92-422هـ/711... -1031م) وتسليط الضوء على مظاهر الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس ، إذ يمكن مشاهدة الطابع العربي الاسلامي بوضوح فيها، وان...
تناولت هذه الدراسة الأحداث التاريخية التي امتدت من الفتح العربي الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية حتى سقوط الخلافة الأموية في الاندلس (92-422هـ/711... -1031م) وتسليط الضوء على مظاهر الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس ، إذ يمكن مشاهدة الطابع العربي الاسلامي بوضوح فيها، وان الامتداد الزمني للدولة العربية الإسلامية قد أدى إلى تطور الحضارة التي تعددت أشكالها وتنوعت بين المعارف والعلوم والأداب والعمران.
ولعلّ من أبرز معالم الحضارة الاسلامية في الاندلس ذلك الجهد الكبير الذي بذله الانسان العربي المسلم في هذه البلاد البعيدة في نقله حضارة الاسلام الى هناك وقدرته كذلك على انتاج حضارة جديدة فمزج حضارة الاسلام المشرقية مع حضارة الاسلام في الأندلس ، يقودنا هذا الأثر الحضاري للإسلام في تلك البلاد الى مسألة مهمة تتمثل فــــــــي كيفيــــــة توظيف هذا التراث الحضاري في خدمة الحاضر وأجيالنا المعاصرة.
اذ يحتاج الإنسان المسلم في الوقت الحاضر الى قراءة الماضي المشرق لحضارتنا المجيدة ، فكثيرة هي القيم والمبادئ والأفكار التي يمكن اتخاذها نبراساً وطريق هداية فـــــــــــــــي سبيـــــــــــــــــل النهـــــــــــوض والارتقاء ومحاولة اللحاق بركب الأمم المتقدمة ، فمـــــــن دروس هـــــــــــــــــذه الحضارة قوة الارادة والتصميم ، وكيـــــــــــــف أنَّ الانســــــــــــــان فيـــــــــــــــــــه مـــــــــــــــــــــــن الطاقــــــــة الكامنة الشيء الكثيــــــــــر ، إذْا مــــــــــــا أحســـــــــــــــــن استثــــــــــــــــمارها وتــــوظيفها بــــــــــــما تـــــــؤدي الــــــى البناء والتقدم ،
ومن دروسها سياسة تسامح المسلمين مع سكان البلاد الأصليين ، فكان قبول الآخر ملحوظاً وواضحاً عند المسلمين في بلاد الأندلس ، وهذه قيمة يحتاج اليها الناس في هذا الوقت اكثر من أي وقت مضى.
فالحضارة هي الصورة الأنصع لحركة التاريخ وفلسفته ، فالباحث فيما يرى الانسان في أعظم درجات رقيه وإنسانيته ، وهذه من نعمة الله تعالى على الانسان حينما اختاره خليفته في الأرض حتى يعمرها ويبنيها ، فعمران الأرض هـــــــــــي حضارة الانسان.