الشامة الداكنة على خدك، شامة العنبر، التي نسيها "ناظم الغزالي"، في مذياعنا القديم سقطت هنا قرب سترة بيضاء حيث تركتك أمك ذات ليل على سرير الحياة، شامة لم تعبرها شمس ولم يتذكرها أحد.. بقعة عنبر في حقل قمح، قمح مائل كأغنية طوتها الريح خلف الباب، سيتذكرها مقبلوها، كما يتذكرون حصص...

الشامة الداكنة على خدك، شامة العنبر، التي نسيها "ناظم الغزالي"، في مذياعنا القديم سقطت هنا قرب سترة بيضاء حيث تركتك أمك ذات ليل على سرير الحياة، شامة لم تعبرها شمس ولم يتذكرها أحد.. بقعة عنبر في حقل قمح، قمح مائل كأغنية طوتها الريح خلف الباب، سيتذكرها مقبلوها، كما يتذكرون حصص الصباح في مدرسة بعيدة، حيث معلمة ممتلئة ومقعد عبره عشاق قبلي وحكمة اليوم: "شامة الخد.. طريق السعد" كأني أراها، تقود سرب نوارس، في حقل مجاور، سرب يلمع جناحه تحت الشمس شمس أهدتني البريق وأخذت أغنيتي الحانية شامتك القديمة، الباقية هناك منذ سنين، كم غفت وحيدة قرب حائط الكلس لربما جاء أحد ما من أغنية قديمة وأيقظها ذات ليل.. أو لعل أحداً ما سيهديها لي ذات مساء عندما أصغي لمذياعنا القديم مذياع "ما يطلبه المستمعون" حيث شامتك تطير في الهواء وتحط تحت كفي كفي الذي يمسح الوحدة عن خدك.. لكأني أراها خلف ستاريك ستارتك الرقيقة التي شوشتني ظلالها كرذاذ خفيف في الطريق إلى المدرسة كنورس يرخي جناحيه على سور الحديقة".