يتسم تاريخ الغرب بمراكز متنافسة للسلطة. قد نرى ذلك ممفروغاً منه، لكنه لم يكن صحيحاً في كل مكان. في معظم أنحاء العالم كانت الكنيسة متحدة مع الدولة دون إبقاء مجال يذكر لتطوير مراكز سلطة مستقلة. ويمكن تقصي بدايات تقسيم السلطات في الغرب إلى رد المسيح عليه السلام على الفريسين:...
يتسم تاريخ الغرب بمراكز متنافسة للسلطة. قد نرى ذلك ممفروغاً منه، لكنه لم يكن صحيحاً في كل مكان. في معظم أنحاء العالم كانت الكنيسة متحدة مع الدولة دون إبقاء مجال يذكر لتطوير مراكز سلطة مستقلة. ويمكن تقصي بدايات تقسيم السلطات في الغرب إلى رد المسيح عليه السلام على الفريسين: "أعط ما لقيصر وما لله لله". وقد أوضح بذلك أن شؤون الحياة جميعاً ليست تحت سيطرة الدولة. هذه الفكرة الراديكالية ترسخت في المسيحية الغربية. ويقول المؤرخ رالف رايكو بأن "جوهر التجربة الأوروبية الفردية هو أن حضارة قد تطورت شعرت بذاتها بأنها تامة -المسيحية- ومع ذلك فقد تم تفكيك مركزيتها بطريقة راديكالية. بسقوط روما، تحولت القارة إلى خريطة فسيفسائية من المقاطعات والكيانات السياسية المنفصلة والتنافسة التي استبعدت الانقسامات الداخلية فيها هي نفسها قيام سلطات مركزية".