"إن بعض الكتابات تخرق المحكم السائد المتفق عليه إجمالاً بين المذاهب الإسلامية، بنحو الكفر بالذات الإلهية وصفاتها، والتطاول على الأنبياء، والكفر با... لقرآن..إلخ ولكن بعضها الآخر يوجه الكلام في تفاصيل أخرى ليست محل اتفاق بين تلك المذاهب. فإن كانت الكتابات من النوع الأول وكان...
"إن بعض الكتابات تخرق المحكم السائد المتفق عليه إجمالاً بين المذاهب الإسلامية، بنحو الكفر بالذات الإلهية وصفاتها، والتطاول على الأنبياء، والكفر با... لقرآن..إلخ ولكن بعضها الآخر يوجه الكلام في تفاصيل أخرى ليست محل اتفاق بين تلك المذاهب.
فإن كانت الكتابات من النوع الأول وكان كاتبها يتبنى الأفكار فيها بكل صراحة وإقرار؛ فالرد عليها يكون صارماً حاسماً من غير تردد؛ فيترتب على ذلك حكم له تفاصيله عند الفقهاء المسلمين، وبحسب الوضع الملائم له.
ولكن إن كانت هنالك كتابات في تفاصيل أخرى، لا يوجد اتفاق عليها أصلاً؛ فما المانع من أن يقدم الكاتب أفكاراً فيها. وفي الحالين معاً يكون الرد الفكري بالحوار العقلاني الهادىء الذي لا يخرج عن الإطار الأخلاقي والسلوكي المنضبط.
إن الانفتاح على آراء الآخرين، ومعالجتها فكرياً، يحصّن العقل والمجتمع الإسلامي من الفتن الكثيرة، ويقوي مناعته تجاه التحديات المستقبلية..
يقول الكاتب بو علي ياسين: " إن كنا لا نريد أن نسمع (وهذا يعني هنا: أن ننشر أو نسمح بالنشر)، إلا ما يسرنا؛ فهذا يعني: إما أننا لا نريد أن نبحث أية مشكلة، وبالتالي لا نريد أن نحل أية مشكلة؛ فنكون متخلفين مع سبق الوعي والإصرار".