يمثل فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر نموذجاً بارزاً لفقيه ومفكر ظل إبداعه مهملاً بين قطاع واسع من الإسلاميين، فلم يقرأ القراءة العلمية المطلوبة، ... فضلاً عن أننا لم نجد من يتواصل مع مشروعه المعرفي في مختلف حقوله إلا في جزر مغلقة وبخطوات ونيدة. على الرغم مما تكتنزه آثار...
يمثل فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر نموذجاً بارزاً لفقيه ومفكر ظل إبداعه مهملاً بين قطاع واسع من الإسلاميين، فلم يقرأ القراءة العلمية المطلوبة، ... فضلاً عن أننا لم نجد من يتواصل مع مشروعه المعرفي في مختلف حقوله إلا في جزر مغلقة وبخطوات ونيدة.
على الرغم مما تكتنزه آثار الصدر من ثراء معرفي بالغ، وتدشينها لبنات تأسيسية للفكر الإسلامي المعاصر في كل موضوع أطلت عليه، لكنها ظلت تترقب من يراكم لبنات جديدة على تلك الأسس، ولهذا يصح أن يعد الشهيد الصدر واحداً من أبرز مجددي الفكر الإسلامي في القرن الأخير.
تجدر الإشارة إلى أن المنجز الفكري للصدر كالمنجز الفكري لمفكرين كبار في عالمنا في القرن الأخير، لا ينبغي أن نتعامل معه بإعتباره نصوصاً أبدية مطلقة، وإنما ينبغي أن ندرس هذا المنجز دراسة علمية موضوعية، تشخص مكوناته الأساسية، وتتعرف على ما هو نسبي منه، توطره متطلبات الزمان والمكان والمحيط، بمعنى أن هذا المنجز ترتسم فيه مقتضيات البينة الخاصة، وما تضح به من رهانات وتحديات، وأنه عبر عن إستجابة لمتطلبات آنية، وتلك ميزة فكر الشهيد الصدر في أنه كان مرآة لعصره، تجلت فيه الهموم الفكرية للمسلم وقتلذ.
وذلك لا ينفي توفر جهوده على مؤشرات ومنطلقات وأدوات وعناصر تصلح للبناء الفكري، بعد مراجعتها وغربلتها وتطويرها.