قصصُ المبدعة الموهوبة سنيّة عبد عون رشو ليست تقليديّة، لأنّ معظمها تُشاكسُ الأداء السائدَ وتخالفهُ في المنحى والمبنى قصديّاً، ففي المنحى والمبنى ق... صديّاً، ففي المنحى الفنّي تُشدّدُ على جعلِ مخيّلها السرديّ قسيماً للرمز المختار سلفاً، وهو مجازُها المحبّبُ إلى ذائقةِ...
قصصُ المبدعة الموهوبة سنيّة عبد عون رشو ليست تقليديّة، لأنّ معظمها تُشاكسُ الأداء السائدَ وتخالفهُ في المنحى والمبنى قصديّاً، ففي المنحى والمبنى ق... صديّاً، ففي المنحى الفنّي تُشدّدُ على جعلِ مخيّلها السرديّ قسيماً للرمز المختار سلفاً، وهو مجازُها المحبّبُ إلى ذائقةِ متلقّيها الجاد. وفي مبناها النسيجيّ تبتكرُ طقساً لغويّاً مبتدعاً للولوجِ إلى سردها الفنّي يتمثّلُ في ما يُشبه المستهلّ الشعريّ الذي تحرصُ على جعلهِ إيقاعاً، او جرساً يُعلنُ عن بدء الدخولِ إلى عوالم نصوصها المدهشة التي زادت على الأربعين. وهذه العوالم هي همومُ الناس، لا سيّما العراقيّين، سواءً أكان ذلك قبل سقوطِ الصنم، أم بعده: بداءةً بالحروب التي ضيّعتهم في لججِها، وإنتهاءً بالصراعِ الطائفيّ الذي جوّزَ لبعضِهم إنزال الناس الأبرياء من الحافلات، والإمعان بقتلهم على الهويّة. وإذا كانت هذه الهمومُ واضحةً في بعض قصصِها، فإنَّ بعضها الأخرَ يحتاجُ إلى أكثر من قراءةٍ لفكّ مغاليقِ رموزها العصيّة، وكشفِ حُجبِها، ومع أنّا القاصّة تستخدم في الأعمّ الأشملِ تقنية الراوي الموضوعي، فإنّك لا تعدم وجود تقنيات أخرى: كالمناجاة النفسيّة، والمحاورة، والوصف، كما لا تخلو بعض قصصها من التوظيف الأسطوري (تلميحاً) في الأداء الفني، وهي بهذا تُشيرُ إلى سعةِ إكتسابها المعرفيّ الذي شكّل جناحها الأخر بعدَ فطرتها، فحلّقت بهما عالياً. لقد أبكتني بعض عوالم سنيّة السرديّة مثلما أدهشتني، لهذا أدعوكَ أيّها القارئ الذكيّ لأن تشاركني هذه العوالم المدهشة التي تحقّق لك المتعة في القراءة الجادّة بإمتياز.