رغم التراث الكبير الّذي قدّمه علماؤنا العظام في العديد من العلوم الإسلاميّة إلّا أنّ هذا لم يحل مشكلة قلّة الكتب الدراسيّة للمراحل المختلفة، ولا سيّما أنّ أغلب كتب علمائنا القديمة منها والحديثة لم تعد كمتون تدريسيّة, وإنّما كتبت لنشر أفكار الكاتب نفسه, وفي الغالب يكون المقصود في تلك الكتب فئة خاصّة من المتعلّمين أو المتخصّصين في العلوم مدار التأليف.

وفي مجال الكتب الدراسيّة في مادّة الفقه, ولا سيّما في المراحل الأولى هناك بعض الجهود المتواضعة المشكورة، إلّا أنّها لا تفي بالغرض, ونتيجة تحديد الهدف المبتغى في التدريس, ومن خلال التجربة العمليّة ارتأينا أن نصنّف هذا الكتاب (دروس من زبدة الأحكام) الّذي يتميّز بالخصائص الآتية:

1- المحافظة قدر الإمكان على نصّ الإمام الخمينيّ قدس سره في كتابه "زبدة الأحكام".
2- لقد تدخّلنا قليلاً في نصوص كتاب زبدة الأحكام؛ من خلال بعض الإضافات الموضّحة كوضع "وجوباً" أو "استحباباً" بعد الأحوط، وتقسيم بعض المسائل وتصنيف بعضها الآخر أو جدولته بما لا يخلّ بالهدف الّذي ذكرناه.
3- التركيز على الأبواب الفقهيّة المهمّة المذكورة في زبدة الأحكام، واختيار المسائل الأقرب إلى محلّّ الإبتلاء, بحيث بلغ عدد الدروس في العبادات والمعاملات ثلاث وثلاثون درساً.
4- اعتماد نص الدرس الأساسي فقهياً وفق فتاوى الإمام الخميني قدس سره مع الإشارة إلى وجود فتاوى موافقة لرأي الإمام الخامنئي دام ظله في الأصل أيضاً.
5- إدراج فتاوى الإمام آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي دام ظله ممّا هو مذكور في كتابه أجوبة الاستفتاءات. وممّا أفادنا به مكتب سماحته في بيروت في حاشية كل الدرس.