-
/ عربي / USD
إن الذي يميز الإنسان عن سائر الموجودات الأخرى هو كونه كائناً مفكراً، والتفكير نتاج من نتائج العقل، ولأجل أهمية العقل ودوره في حياة الإنسان اهتمت الأمم بالعقل وبما يتعلق به من علوم ومعارف، وهذا النتاج العقلي كثيراً – ويسبب بعض العوامل كالعصبية وإتباع الهوى – ما تعرضه الأخطاء فلأجل ذلك عمد الحكماء والمفكرون من تقنين القوانين لهذه الآلة الفريدة كيما يسلم للإنسان تفكيره، وتكون نتائج أفكاره مأمونة عن الخطأ، وهذه القوانين هي التي عرفت فيما بعد بعلم المنطق، فكان علم المنطق هو علم القواعد العقلية التي تنظم عملية التفكير والإستنتاج لدى الإنسان، وغدت هذه القواعد أو قل هذا العلم مدار البحث والمدارسة من قبل المدارسين في شتى العلوم، لأن ما من علم من العلوم إلا ويمارس عملية التفكير والإستنتاج وهي معرضة للخطأ والإشتباه، فلذا احتاجت لدراسة تلك القوانين والقواعد العقلية.
ودراسة هذا الفن ليست على نسق واحد، فهي بين مطولة ومختصرة، وبين الدراسة التخصصية وبين عرض المسائل فحسب.
ومن تلك الدراسات التي عرضت مسائل هذا الفن بنحو مختصر هو كتاب "خلاصة المنطق" للعلامة الفضلي رحمه الله الذي كان النظر فيه هو مراعاة المبتدئين في دراسة هذا الفن، لكن طبيعة مسائله صعبة بذاتها تحتاج معه إلى شيء من البيان والتوضيح، فعمدنا إلى ما رأيناه يحتاج إلى توضيح وتعليق فوضحنا وعلقنا بنحو يكون عرض المسألة جلياً ومفهوماً لدى الدارس مساهمة في تيسير مسائل هذا العلم الضروري في حياة الإنسان الإجتماعية والعلمية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد