صاحب هذه السنن هو الإمام العلم أبو داود سليمان بن الأشعث ابن عمران الأزدي السجستاني الشافعي أو الحنبلي أحد حفاظ الحديث ونقاده، وهو في الدرجة العليا من الصلاح والورع والاتقان والفقه. قال ابن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلماً وحفظاً ونسكاً واتقاناً، وهو أحد من رحل...
صاحب هذه السنن هو الإمام العلم أبو داود سليمان بن الأشعث ابن عمران الأزدي السجستاني الشافعي أو الحنبلي أحد حفاظ الحديث ونقاده، وهو في الدرجة العليا من الصلاح والورع والاتقان والفقه. قال ابن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلماً وحفظاً ونسكاً واتقاناً، وهو أحد من رحل وطوّف البلاد وجمع وصنف وسمع بخراسان والعراق والجزيرة والشام والحجاز ومصر. ولد سنة اثنتين ومائتين، وأخذ الحديث عن الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقتيبة بن سعيد وغيرهم. وقد روى كتاب السنن عن أبي داود خمسة حفاظ من تلاميذه، ولهذا تعددت نسخ السنن في ديار العرب وغيرها، هذا وأن هذه السنن التي ضمت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم هي من الصحاح السبعة في الحديث وعلومه وفي الفقه وأحكامه. وقد عمد الإمام السبكي إلى شرحها شرحاً واضحاً غاية الإيضاح؛ مفصحاً عن معانيه كل الإفصاح، متوخياً فيه تأييد الحق، وقوّاه الإمام السبكي حسبما وصل إليه جهده وسماه "المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود"، عني فيه ببيان تراجم رجال الحديث، وشرح ألفاظه وبيان معناه، وما يستفاد منه من الأحكام والفوائد، مبيناً أوجه الخلاف وأدلته إن كان، ذاكراً من ثم من أخرج الحديث غير المصنف سواء أكان من الأئمة الستة أم غيرهم، مبيناً حاله من صحة أو حسن أو غيرها، سالكاً في ذلك سبيل الإنصاف، متبكياً طريق الاعتساف. ولإتمام الفائد استهلّ الإمام السبكي الشرح بذكر مقدمة تشتمل على نبذة من مصطلح الحديث وعلى ترجمة المصنف وتلاميذه وبيان النسخ المرويّة عنه وأسانيد روايته هذه السنن عن المصنف.