...وكانت مشاهد "وداع" تلك الحيوانات من قبل أصحابها المغادرين مؤثرة وحزينة للغاية، فقد ذرفت خلالها الدموع الحراقة، وطال العناق وكثرت الآهات والتأوهات! في الوقت الذي كانت فيه القنابل المدمرة تتساقط وتمحو المساكن والسكان، وتزيل قرى وبلدات من "الجغرافيا" وتلحقها بـ"التاريخ"،...
...وكانت مشاهد "وداع" تلك الحيوانات من قبل أصحابها المغادرين مؤثرة وحزينة للغاية، فقد ذرفت خلالها الدموع الحراقة، وطال العناق وكثرت الآهات والتأوهات! في الوقت الذي كانت فيه القنابل المدمرة تتساقط وتمحو المساكن والسكان، وتزيل قرى وبلدات من "الجغرافيا" وتلحقها بـ"التاريخ"، وتنسف الجسور والمعابر وتمزق أجساد الأطفال من دون صدور أي قرار دولي "يمنع"، أو "إقليمي "يردع"، أو أذن عربية "تسمع"! وبعد ثلاثة أيام من التأمين والاطمئنان على الكلاب وبقية الحيوانات، ازداد القصف عنفاً وشراسة، وضربت كل البنى التحتية، وتقطعت أوصال البلد، وبلغ العدوان الهمجي أقصى مداه، بحقدٍ قلّ مثيله، وانحسار عربي لا مثيل له!
وظهرت عشرات الصور لأطفال إسرائيليين، طلب منهم أن يكتبوا على القذائف الضخمة عبارات باللغة الإنكليزية واللغة العبرية، لتكون بمثابة رسائل "موت" إلى أطفالنا. وصلت الرسائل بكثافة، إلى بلدة "مروحين" الجنوبية، ومدينة صور وبلدة الدوير... وإلى البقاع وإلى... و... و... وكان هذا البريد المدمر هو الأسرع في العالم الحديث، مع إشعار بتسليم "الروح" إلى باريها!!